المراكيب الشعبية السوداني

أحذية "المراكيب" الشعبية في السودان تعتبر من أقدم وأعرق الصناعات اليدوية الجلدية فى السودان، ويُعتبر "المركوب" آحد من أهم الملامح التي تشكل الهوية السودانية بالإضافة إلى العمامة البيضاء والجلابية والصديري والتوب والسروال وهذه "اللبسه" المتكاملة تُمثل الزي السوداني القومي، الذي جسدته أشهر الأغنيات السودانية للفنان الموسيقار محمد وردي "يابلدي ياحبوب" والتي يقول مطلعها "يابلدي ياحبوب .. جلابية وتوب سروال ومركوب.. سيف وصديري توب وسكين ..ياسمح يازين".

وتعتبر المراكيب من أكثر المصنوعات التي يشتريها السياح الأجانب من مختلف دول العالم الذين يزورون السودان ، وأغلب الهدايا المتدوالة للأجانب الذين يعملون في السودان أو يصلون إليه في مناسبات مختلفة تكون هديتهم  "مركوب" ، خاصة المصنوعة من جلود الأبقار.

ومعلوم أن المركوب في الثقافة السودانية مازال يُجسد الوجاهه والأناقة للرجل السوداني وبعض أنواعه الفخمة ترمز "للثراء الفاحش" خاصة المصنوعة من جلد النمر ولا يستطيع شراء هذا النوع إلا الأثرياء فقط لأن ثمن المركوب النمري الواحد يتعدى الـ3 ألف جنيهًا.

ويتميز المركوب بجمال الشكل وخفة الوزن وروعة التصميم ، وتتميز بصناعته مناطق عدة ، وتعتبر دارفور من أشهر هذه المناطق، فالمركوب "الفاشري" من أشهر وأجود الأنواع وارتبط بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ، وأيضًا مركوب الجنينة ، الذي يحمل أسم عاصمة ولاية غرب دارفور، ويوجد أشهر سوق في العاصمة الولائية الفاشر معروف بـ"سوق المراكيب".

وتعتبر منطقة غرب السودان هي المكان الأول لهذه الصناعات الجلدية اليدوية، ولكنها لم تقتصر علي دارفور وكردفان بل انتشرت في الآونة الأخيرة حيث في كل ولايات البلاد، وفُتحت العديد من الورش في ولاية الخرطوم في انحائها كافة لصناعة المراكيب ، خاصة في محلية أم درمان منطقة "سوق الجلود".
 
وقال عبدالرفيع الطاهر ، صاحب متجر لصناعة وبيع المنتجات الجلدية في سوق أم درمان "المحطة الوسطى" إن عائلته توارثت هذه المهنة من العام "1905" ، وتم تعليمها للأجيال المتلاحقة ، لافتًا إلى أنهم حافظوا على الهوية السودانية من الإندثار.

وأكد الطاهر تمسكهم بها رغم قلة العائد مؤخرًا بعد افتتاح مصانع صغيرة لإنتاج الأحذية الجلدية، موضحًا أن أغلب السودانيين والسياح يشترون فقط المراكيب يدوية الصنع لجودتها وخفة وزنها وبساطة تصميمها.

وأشار الطاهر إلى أن المركوب السوداني أصبح معروفًا في العالم ، واكتسب شهرة كبيره وأصبح مطلوب من قبل أجناس غير سودانية خصوصًا حينما يكون هناك معرض خارج البلاد، مؤكدًا أن المعارض والمشاركات لعبت دورًا كبيرًا في تسويقه.

وأوضح الطاهر  أن المركوب السوداني يصنع من جلود عدة مثل "الثعابين، الأصلة، وجلود الضأن، البقر ،التيس ،الورل والنمور والقطط والتماسيح" ، قائلًا إن أغلي أنواعها  مركوب "النمر" باعتبار أن صيده صعب جدًا إلا بتصريح من الحكومة ، بالإضافة إلى أنواع جلود أخرى دخلت في صناعة الأحذية كفرو الأرنب والتيس الجبلي خصوصًا في الأحذية النسائية.