مبنى أدميرالتي أرش

لعب مبنى "أدميرالتي أرش" التاريخي، منذ فترة طويلة دورًا مركزيًا في حياة العاصمة البريطانية لندن إلى جانب ساحة ترافلغار مع إطلالة على المول، الذي يمتد إلى الجنوب الغربي، وقصر باكنغهام في الشمال الشرقي، والذي يمثل واجهة مهمة للمواكب العظيمة في جميع أنحاء العالم مثل احتفال "Trooping the Colour" الذي أقامته أفواج من الجيوش البريطانية والكومنولث وكان تقليد من أفواج المشاة البريطانية منذ القرن 17، وكان المبنى مهجورا قبل أن يتم شراؤه في عام 2012 بعقد إيجار لمدة 125 عاما، ويجري حاليا تحويله إلى فندق فاخر وشقق أنيقة ونادي خاص للأعضاء.

على الرغم من أنه ليس من المقرر أن يتم افتتاح الفندق حتى عام 2020، فقد كشف النقاب عن الصور الأولى من المناطق الداخلية للفندق وفقًا لما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية. وتم تصميم المبنى من قبل السير أستون ويب كجزء من مخطط الملكة فيكتوريا التذكاري واستكمل بناؤه في عام 1912، وقد كان "أدميرالتي أرش" شاهدًا على الأحداث التاريخية التي لا حصر لها - بعد الحربين العالميتين، مرت مسيرات النصر عبر قوسه المركزي والذي يفتح فقط لهذه المناسبات الخاصة، ويتجمع الحشود هنا لمشاهدة موكب تتويج الملكة.

يمكننا القول إن مجموعة قليلة من الفنادق الفاخرة في لندن سوف تكون قادرة على المنافسة مع هذا الفندق الفخم، حيث ان مجموعة مطوري الفندق والخبراء من شركة "Prime Investors Capital" يعملوا الآن لضمان تقديم داخلية تمتزج بوسائل الراحة والخدمة المميزة على حد سواء.الجدير بالذكر ان الشركة التي تعمل على تطوير المبنى، كانت وراء تطوير فندق بلغاري في العاصمة، وذكرت أن هدفها هو تقديم "أفضل فندق في لندن". وحتى الآن، أعربت مجموعة من أبرز الفنادق الفاخرة في العالم عن اهتمامها بإدارة الفندق وتعزيزها كجزء من محفظتها الدولية.

ويقول جون اوسياليغ، محرر السفر لدى صحيفة التلغراف البريطانية: "خلال جولتي الأخيرة إلى لندن، كان هناك القليل من البنية التحتية للفندق الجديد، ولكن الكثير من أعمال الفندق قد تقرر بالفعل".

وأشار أوسياليغ إلى ان المبنى مدرجا ضمن قائمة لندن لمباني الدرجة الأولى وهي المباني التاريخية التي لها شأن عظيم، كما ان المبنى يخضع للوائح صارمة ولكن مع ذلك تم إعطاء التصريحات لتوسيع الطابق السفلي للمبنى.

وبالفعل يوجد طابقان عميقان، ينحدران من أربعة طوابق إلى الخارج تحت المول للسماح بإنشاء بركة سباحة تحت الأرض، ومنتجع صحي وقاعة رقص، إلى جانب مرافق لموظفي المبنى.ولعل الأكثر إثارة بالنسبة إلى لندن سيكون مطاعم الفندق وباراته - قد يكون هناك ما يصل إلى ستة او أكثر، وسوف يمتد مطعمه رفيع المستوى عبر الطابق الأول الذي يمتد مباشرة فوق أقواس المبنى، هذه الغرفة لم تكن مفتوحة للجمهور وفي المناسبات الخاصة كانت نوافذ هذه الغرفة بعض من أكثر التحفظات رغبة في المدينة، ولكن الآن ستكون قادرا على النظر مباشرة إلى قصر باكنغهام بفضل التطورت الكبيرة، وسيكون المنظر ممتعا بلا شك خلال الاحتفالات الملكية.

لم يتم تأكيد اتجاهات الطعام بالفندق حتى الآن، ولكن، فإنه من المرجح أن يكون التركيز على المطبخ البريطاني المحلي، وستفتح الحانات في الداخل والخارج على سطح المبنى.ويتوقع أن تطور غرف الفندق التي عددها 62 غرفة نوم و 38 جناحا إلى الطراز الكلاسيكي بشكل يناسب مع المبنى التاريخي. وقد تم الانتهاء من الكثير من التصميمات الداخلية من قبل شركة مليناريك وهنري وزيرفوداشي التي تتخصص في المنازل والمشاريع التجارية وعملت سابقا في فندق بيركلي في لندن و "V & A" ودار الأوبرا الملكية والسفارات البريطانية في واشنطن وباريس.

سيتم تصميم بعض الأثاث من قبل ديفيد لينلي، كما ان الأواني الصينية سوف تصممها شركة ويدجوود. وسيتم النظر في استخدام المزيد من وسائل الراحة الحديثة أيضا، وقد تم تجنيد الحرفيين لضمان استعادة الميزات الأصلية لصناعتهم السابقة.

استعمل مبنى "أدميرالتي آرش" في السابق كمكاتب للبحرية الملكية وغرف داخلية لإقامة بعض من كبار أعضائها. ومن المتوقع أن يتم تسمية أجنحة الفندق بأسماء مختلفة من الأدميرالات الذين لهم صلات بالمبنى. ومن المعروف ان لندن موطن مجموعة كبيرة من "الأجنحة السوبر" الواسعة والمكلفة، ولكن بالمبنى سيكون هناك جناحين على وجه الخصوص يجذبون اهتمام كبير للاثرياء حول العالم.

جناح مونتباتن المكون من ثلاث غرف نوم، الذي تم إكماله إلى حد كبير، يضم ممرات منحنية ومساحة واسعة للجلوس مع تلفزيون 84 بوصة مخفي وراء الزجاج مع المعدات السمعية من  العلامة التجارية البريطانية "ميريديان"، كما يتميز بمنطقة لتناول الطعام مع مقاعد كبيرة ووجهة على المول من خلال النوافذ.

وتشمل وسائل الراحة، بار اسبريسو، موقد غاز، وخزنة آمنة كبيرة تشمل حامل المجوهرات الذي سوف يغلق  تلقائيا أثناء نوم الضيوف.

كما ان الجناح الملكي بالفندق، سوف يشغل مساحة كاملة فوق أحد أقواس المبنى وسيشمل تراسا خاصا مع إطلالات رائعة على وسط لندن.ستكون محظوظا بما فيه الكفاية للبقاء هناك خلال الاحتفالات الرسمية، حيث ستتمتع بواحدة من الإستعراضات الأكثر إثارة في العالم.

يذكر أن مبنى مجلس الوزراء قبل إغلاقه كان يضم مجلس النواب ويحتوي على صناديق لمئات من مذكرات رئيس الوزراء. ويقول اوسياليغ: "ألقيت نظرة على مجلد من الملاحظات المتعلقة بزيارات مارغريت تاتشر إلى أيرلندا الشمالية؛ ومما لا شك فيه أن المؤرخين سوف يعجبون بإلقاء نظرة على محتوياته". ومن المتوقع أن يحدث افتتاح الفندق تأثيرًا كبيرًا على سوق الفنادق الفاخرة في لندن.