جزيرة "بوراكاي"


مشّط متطوعون رمال الشواطئ شبه الخالية، بينما ثبّت عمال الألواح على المتاجر في جزيرة "بوراكاي" الفلبينية الخميس مع بدء إغلاق أشهر مقصد سياحي في البلاد لتنفيذ أعمال تجديد تستغرق ستة أشهر.

وللمرة الأولى منذ سنوات كان أشهر شواطئ بوراكاي مهجورًا تقريبا، واختفت صفوف المظلات والمقاعد التي يتمدد عليها الراغبون في التمتع بالشمس، وأيضا حشود السياح والبائعين التي كانت جميعها مظاهر مميزة عكست النمو الكبير لشهرة الجزيرة بعدما كانت يوما فردوسا هادئا، حيث أُغلقت بوراكاي رسميا أمام الزوار بدءا من منتصف ليل الأربعاء للقيام بإصلاحات أمر بها الرئيس رودريغو دوتيرتي قبل ثلاثة أسابيع بعد أن أغضبه مقطع فيديو يظهر صرف مياه المجاري في البحر بأحد شواطئ الجزيرة.

وأوضحت تقارير صحافية أن هذه الخطوة ستؤثر على الأرجح، على مصدر رزق نحو 30 ألف شخص يعتمدون في كسب قوتهم على السياح الذين يزورون بوراكاي سنويا ويُقدر عددهم بمليونين. لكن كثيرا من السكان يشعرون أن تدخل دوتيرتي كان ضروريا، في حين وقف عدد قليل من السياح الذين لم يغادروا بعد لالتقاط صور ذاتية (سيلفي) أمام المياه الزرقاء التي كان أسطول من القوارب المزينة بأضواء النيون يتناثر فيها لسنوات، وأُبعدت القوارب الخميس لتبحر مكانها سفن خفر السواحل وزوارق صغيرة تابعة للبحرية تراقب منطقة محظور الإبحار فيها تمتد ثلاثة كيلومترات.

وكان نظام الصرف الذي يوشك على الانهيار السبب في انتباه الحكومة لوضع جزيرة بوراكاي قبل شهرين، وكشف مزيد من التدقيق عن قائمة من الانتهاكات البيئية في أرجاء الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها عشرة كيلومترات مربعة، وقالت وزارة الداخلية هذا الأسبوع إنها ستسعى لتوجيه اتهامات لعشرة مسؤولين محليين لم تحددهم بسبب الإهمال.

وقد عكف متطوعون على تنظيف الشواطئ من الأعشاب البحرية بينما تحركت حفارات ومعدات ثقيلة في أنحاء الجزيرة مما أبطأ رحيل آخر مجموعة من السياح، بينما حفر العمال لإخراج الأنابيب وحطموا جدرانا بالمطارق الثقيلة في إطار جهود لتوسيع طريق رئيسي وإزالة المباني المخالفة التي شيدت على مدى عقود في ظل التراخي في تطبيق القواعد التنظيمية