متنزة أكاديا الساحر

المنبه يزن بإلحاح عند الرابعة، استيقظ على الرغم من جسدي المعترض، وبعد دقائق قليلة أقود خلال الظلام، لست الوحيد هناك صف طويل من الأضواء صنعته مصابيح سيارات صاعدة لجبل كادلك، أكبر قمة في شرق أميركا. كل منا يريد أن يرحب بقدوم الفجر.

هذه عادات "ضرورية" في متنزة أكاديا الوطني، في الركن الشمالي الشرقي من ولاية ماين. يتجمع على القمة التي تبلغ 1,530 قدمًا مئات من الأطفال والشيوخ والرضع والكلاب والأجداد، ونحن ننظر إلى الشرق حيث السماء المرصعة بالنجوم الملونة فوق الأطلسي. وتلتقط كاميرا الهاتف اللقطات، بينما كانت تسري همهمات معترضة على ارتفاع السعر، وهو ما لم أكن أتوقعه عن الأميركي المندفع المتحمس.

جبل كادلك أطول القمم في المتنزه، وهو يأخذ الحيز الأكبر من الجزيرة الصحروية. وستحتفل هيئة الحدائق الأميركية في 25 أغسطس رسميًا بمائويتها بفعاليات تجوب أكاديا، أقدم متنزه أميركي شرق نهر الميسيبي، وستحتفل بنفسها هذا العام، ما يجعل كاديا متميزة لوجود الصخور الجراتينية المكونة للجبال والمحيط وغابة وشواطئ رملية وبحيرات وبرك. وتعد ملعبًا كبيرًا للمغامرة.

بدأت في الاكتشاف بالدراجة، أسير على طول "طريق النقل" فوق التل وأسفل الوديان، ويقول المرشد ليني إن الطريق الذي يبلغ طوله 45 مترًا صنعه روكفلر في بدايات القرن العشرين.

رحلتنا التي بلغ طولها 18 ميلًا قادتنا إلى بحيرة إيجل، وحفرة هول وتش فوق أو أسفل الجسور الحجرية الأنيقة. وكنا نرى الصنبور ويقول المرشد إن خشب الصنبور مميز في صناعة السفن، وبالعودة لفترة الاستعمار كان يتم اتخاذ أفضله للبحيرة البريطانية.

ويشير إلى حبات التوت البري والعنف المتدلي المشهورة به ولاية ماين، بجانب الماشروم الليموني اللوم. "الهلوسة" يخبرني ليني بضحكة مكتومة.

يوم أمس ركبت الدراجة وحركت قدمي اليوم جاء الدور على زراعي، كلاهما مستقرة وسهلة للقيام بمناورة، الزوارق البحرية وسيلة رائعة للخروج إلى الماء، انضم إلى مجموعة من الرياضيين المبتدئين وذوي الخبرة من سن المراهقة إلى الشيخوخة، ويرشدنا دليلنا ليفا، أنطلقنا من مدينة بور هاربور، وتقول المرشدة "تقدم في المد القصير، ولكن توقف مع الجزر".

جلسنا بالقرب من الشاطئ وتوقفنا عند الشاطئ المحصب كرمويل كوف، وهناك أعطتنا أوليفيا درس سريع في الجيلوجيا. كانت أكاديا تقع تحت نهر جليدي قبل 15000 عام. عندما ذاب الجليد، تشكلت المناظر الطبيعية، ونحت مضيق ساموس سوند الذي يفصل بين الجناحين الشرقي والغربي من الجزيرة. في طريق عودتنا، والرياح تهب من خلفنا، كان زملائي الرياضيين يتبادلون القصص بشأن ما يجب فعله في أكاديا.
 
يحمسنا طالب بقضاء اليوم في تسلق الصخور: "ارتدينا أحذية خاصة، منحنا القدرة على الحركة، ومن ثم تسلقنا بطريقة سبايدرمان"، زوجان عجوزان  يقولون : "نحن نفضل البقاء في القرى الجملية  شمال شرق ولاية ماين أو جنوب غربها، بما فيها من صالات عرض ومقاهي". وها هو ما أحبه في أكاديا، يمكنك أن تكون نشطًا في العطلة أو تقضيها مسترخيًا.

وفي المدينة كل ما هو بسيط وجالب للسعادة، ففي جزيرة الصحراء الجبلية تأتي مجموعات صغيرة في الصيف، الإقامة ليست بها عناية ولكنها مريحة على كل. وبالشرفات الواسعة للفنادات كراسي هزازة ومشهد المياه أمامنا. "لن تجد مفرًا من الجلوس بعيدًا، هي ليست أكليشيهات، ولكن لا يوجد تلفاز في الحجرات والصدمة لا يوجد أي شبكة هواتف. أما بالنسبة لتناول الطعام، فالأفضل هو الأبسط في مطاعم على شكل أكواخ بحرية.

في جنوب غرب الولاية، سرطان البحر ليس فقط في البحر بل هو أيضًا على طاولة الطعام، وها أنا أتناوله بأصابعي، في مطعم متجاور الدكك في ليلة دافئة، تهب علينا رياح مالحة من البحر، وهذه نهاية مثالية ليوم مليئ بالمغامرة الخفيفة.

ولأن سرطان البحر مرادف للبيئة، فلقد انضممت إلى الكابتن جون نيكولا الذي شرح هذا السرطان ليس كونه طهعامًا شهيًا ولكن عن الحياة البيلوجية له، وعن حياته الجنسية وكيفية صيده،  نصب شرك لها عبر أفضل وأبسط تصمم ممكن وهو عن طريق بناء حجرات في الحجرة الأولى هي المطبخ والثانية الصالون، عندما يدخلوا  للصالون لن يستطيعوا الخروج، وهناك ثلاثة ملايين شرك في مياه مدينة مينا، 90% منها على الشواطئ البالغة 3 أميال. "لهذا السبب يحب السرطان الصخر".

ننزل مرة أخرى على الأرض، وأخوض مغامرتي الأخيرة وهي تجمع بين المشي لمسافات طويلة مع مراقبة الطيور. وتتجمع الطيور على شاطئ أكاديا في المحيط الأطلنطي، لذا هو مكان عظيم لمراقبة الطيور، أما بالنسبة إلى أين أذهب، هناك 130 ميلًا من المسارات، مشكلتهم هي الاختيار، لهذا السبب أصطحب المرشد رتش ماكدونالد، يقول إن بعض المسارات شديدة الانحدار والبعض الآخر مسطح. وبالقرب من هذا موقف سيارات، فلنخرج منه ونسير في ارتفاع لتسلق جبلين، في البدء كانت من السهولة الكافية السير وسط شجر التنوب والأرز الأحمر، وبعد ذلك يبدأ الصعود والتعرجات عبر شقوق الصخور، بجروف من الجرانيت، البعض يسمي هذا الجزء من المغامرة "تحدي"، أنا اسميه متعة.

وفجأة، كنا فوق أشجار نسير بمحاذاة قمة جبل بينسكوت، يقول ريتش إن صوت الطنين هو صوت زباب أحمر، وصوت التغريد هو تغريد طائر.

 وعلى قمة 1,194 قدمًا تمتعنا برؤية المكان من أعلى، قبل الاستمرار في رحلتنا والنزول للسهل ثم الصعود مرة أخرى فوق هضبات سرجنت.

 ننظر إلى الجزر في الأسفل، والخلجان والمضائق التي تفصل بين الجزيرة والبر. وفي يوم بلا غيوم قال ريتش إنه يجب عليك أن ترى حتى 120 ميلًا، فالسماء زرقاء للغاية، والشمس متوهجة منبسطة على الماء، المشهد يبدو وكأنه ملصق سياحة دبت فيه الرياح.

قبل التوجه للأسفل سألنا سائح من جذور فرنسية، يقول إن الألب أكثر من هنا ارتفاعًا، ولكن ما يميز هذا المكان اجتماع المياه والبحيرات والجبال معًا.