"حديقة ماجوريل"

لا يمكن للسائح الذي يختار مراكش لقضاء عطلته أن يزورها ويقضي فيها لحظات وأيام ممتعة دون أن يخصص فترة لزيارة الفضاءات الخضراء التي تنتشر في جل أرجاء مدينة مراكش وفي مختلف فضاءات، وعلى طول المساحات والشوارع الرئيسية والفرعية، وأينما تجولت إلا ويجذبك منظرها التاريخي العريق وجماليتها الخضراء التي تجعل المدينة بلمستها البيئية طيلة الفصول السنوية مختلفة تمامًا عن جميع المدن المغربية.


 
وتشتهر مدينة مراكش منذ القدم بمساحاتها الخضراء الخلابة وحدائقها الغنية باللمسات الطبيعية والأشجار المتنوعة بين النخيل في المقدمة والزيتون وأشجار الليمون والصفصاف وغيرها ، والتي تزيد مدينة مراكش إقبالا من طرف السياح ، إذ تعتبر حديقة ماجوريل القبلة التي يقصدها الزوار من مختلف الجنسيات لا سيما الراغبين في عيش مغامرة فريدة والتعرف على ثقافة بيئية صاحبت المدينة منذ زمن بعيد ، فالحديقة تعد جنة خضراء في قلب المدينة على مر الزمان وفي كل الفصول السنوية، بفضل ما تتوفر عليه من نباتات وأعشاب وأشجار مختلفة ومتنوعة.
 
وساهم في تحقيق الإقبال عليها من طرف السياح موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها في ملتقى مجموعة من الشوارع الرئيسية للمدينة وقرب عدد من المؤسسات السياحية في جيليز الذي يعد من الأحياء الأولى والقديمة والراقية في مراكش.


 
ويعود تأسيس هذه الحديقة التي سميت على اسم مؤسسها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل إلى عام 1924 ، حيث حل هذا الرسام في مراكش وانبهر بسحرها الفاتن الذي كان ملائما له حتى يواصل مهنته كرسام، والذي سعى كثيرًا إلى أن حصل على قطعة ارض في المنطقة التي كانت مهجورا آنذاك، واقام عليها الحديقة التي ما تزال حية وتمنح المدينة نبضة قلب بيئية مميزة إلى حدود الآن، والتي افتتحت أمام الزائرين عام 1947 ، كما أقدم الرسام على منح مباني هذه الحديقة المميزة في مراكش ذلك اللون الأزرق الملكي الراقي الذي زادها اختلافا مميزا وهو الأمر الذي تفاجئ به الجميع لا سيما أن مباني مراكش تتخذ اللون الأحمر لها كقاعدة مشتركة ومتفق عليها ، إلا أن حديقة ماجوريل كسرت هذه القاعدة بلونها الناصع الذي جعلها مميزة في قلب مراكش.


 
واتخذ هذا اللون الذي تم اعتماده في الحديقة أيضا اسم الرسام ماجوريل حيث أصبح متداولا بين سكان المدينة باللون الأزرق ماجوريل، والذي بقيت الحديقة تجدد به حتى بعد وفاة الرسام الفرنسي في حادث سير الذي نقل على إثره إلى فرنسا عام 1967 حيث توفي هناك ودفن، لتبقى الحديقة رمزًا للجمالية السياحية والبيئية في قلب مراكش بجمالية لون مبانيها الزرقاء ورونق نباتاتها الخضراء ونعومة مياهها التي تزيدها جمالا ولمسة طبيعية ساحرة وأخاذة ، يقبل عليها السياح من كل الجنسيات وتحولت إلى مكان مهم عبارة عن متحف نباتي طبيعي بيئي يتم اكتشافه ليس فقط من قبل السياح الأجانب وإنما حتى من طرف زوار مراكش من الشخصيات المرموقة في المجتمع.
 
 كما تحظى الحديقة بزيارات خاصة من الأسرة الملكية التي تستغل فرصة تواجدها في مراكش للظفر بلحظات ممتعة في هذه الحديقة التي تنعش الروح وتجدد الانتعاش.