مسيرات استيطانية داخل أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة

يستعد الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام المُقبلة، لإحياء ذكرى ما يسمي بـ" يوم توحيد القدس" الـ 48 عام على احتلال القدس بشقيها الغربي والشرقي، وانطلاق مسيرات استيطانية داخل أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وكانت مؤسسات حقوقية، وإنسانية، تقدمت بطلب إلغاء المسيرات التي تمس بحرية المواطن المقدسي، والاعتداء عليه من قبل قطعان المستوطنين، عدا عن ذلك الهتافات العنصرية التي تمس بحياة الانسان، كما كان يحصل في الأعوام السابقة خلال رفع الأعلام العبرية، والاعتداءات بالضرب في حق المقدسيين، والانتهاك بأصحاب المحالات داخل أحياء البلدة القديمة.

ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الاثنين، إلتماسًا طالب بمنع "مسيرة الإعلام العبرية" من دخول الحي الإسلامي في القدس الشرقية، خلال ما يسمى بـ"يوم توحيد القدس".
وطالب القضاة، الشرطة، بإظهار صفر من التسامح إزاء أي عنف جسدي أو لفظي يرافق المسيرة، وحددوا أنّ هتاف "الموت للعرب" الذي يطلقه المشاركون في المسيرة عادةً، يشكل تجاوزًا واضحًا للخط الأحمر الجنائي.

بدوره أكد الباحث الميداني، والمختص في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن في تصريح صحافي بأنّ البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وصل عددها لـ٧٠ بؤرة حيث زرعت في البلدة القديمة داخل الحي الإسلامي والمسيحي من قبل الجمعيات الاستيطانية.

وأوضح صب لبن، بأنّ عدد المستوطنات في القدس الشرقية وحدها ١٨ وحدة استيطانية يقطنها نحو ٥٣ ألف وحدة استيطانية، مُشيرًا إلى أنّ هنالك مخططات لبناء نحو ٢٧ ألف وحدة إضافية ليصل عدد المستوطنين إلى ٢١٠ آلاف مستوطن، وعدد المقدسيين يصل إلى ٣١٠ آلاف، مؤكدًا أنّ أهداف البؤر، ومكان زراعتها.

وأشار إلى أنه فهو كالتالي منذ احتلال القدس سارعت سلطات الاحتلال لبسط نفوذها على بلدة القدس القديمة، فزرعت أولى المستوطنات بها، وكانت عبر توسيع الحي اليهودي من خلال هدم حارة المغاربة والشرف، وعلى الفور بعد ذلك قامت بأوسع حدود القدس، لضمان إيجاد بُعد جغرافي استراتيجي يحيط بالبلدة القديمة، ويساعد في السيطرة عليها، وهكذا ووسعت سلطات الاحتلال القدس بحيث أصبحت مساحتها ٧٢ كيلو متر مربع بعد أنّ كانت قرابة ٧ كيلو تحيط بالبلدة القديمة إسرائيل على الفور صادرت ٢٦ كيلو متر مربع من المساحة التي إحتلها وأعلنها القدس الشرقية.

ويتابع حديثه بالقول، "سارعت لبناء المستوطنات، وكانت أولها مستوطنة كيلو جنوبي القدس إلا أنّ هذه المستوطنات زرعت بشكل حلقات تضمن الحفاظ، والسيطرة على البلدة القديمة، وهنالك أربع حلقات أول حلقة هي حلقة البلدة القديمة.

وأشار إلى أنّ الاحتلال زرع في هذا الحي اليهودي، الذي تم توسيعه عام ١٩٦٧، وبعد ذلك نشطت الجمعيات في الحي الإسلامي والمسيحي، وسيطرت على ٧٠ بؤرة بهم، أما الحلقة الثانية تتكون من المستوطنات والحدائق التي تدعي الوطنية، وتحيط البلدة القديمة، وتمدد المستوطنات بشكل حلقة تحيط بالبلدة القديمة تبدأ بحي الثوري فسلوان فراس العامود، ثم الطور الصوانة وادي الجوز، وأخيرًا الشيخ جراح.

وأكد أنّ كل هذه البؤر الاستيطانية التي تحيط بالبلدة القديمة، ويقطنها قرابة ٢٠٠٠ مستوطن، زُرعت هنالك بعد عام ١٩٩٩ عندما أعطى المستوطنين الضوء الأخضر لذلك من قبل حكومة الاحتلال الحلقة الثالثة مكونة من المستوطنات الكبرى المتواجدة في القدس الشرقية، ومن الجدار الفاصل، والهدف منها عزل القدس، والبلدة القديمة عن محيطها الجغرافي في الضفة الغربية الحلقة الرابعة، والأخيرة تتكون من ثلاث جيوب استيطانية كبرى تحيط في القدس، ويراد منها توسيع القدس ضمن مخطط القدس الكبرى، وإيجاد أغلبية إسرائيلية مع أقلية عربية في القدس الموحدة بشقيها الشرقي والغربي.

وأنهي صب لبن حديثه، بأنّ الهدف من وراء ذلك سعي سلطات الاحتلال لطمس المعالم الدينية والتاريخية في مدينة القدس، وتهجير أعداد كبيرة من المقدسيين من خلال سحب الهويات الشخصية، لتصبح مدينة القدس بسكانها العرب الأصليين لأقلية عربية، وأكثرية يهودية صهيونية.