الرئيس الروسي فلادمير بوتين و الرئيس الأميركي باراك أوباما

بحث الرئيس الروسي فلادمير بوتين، مع نظيره الأميركي باراك أوباما، خلال اتصال هاتفي، تطورات الوضع في الشرق الأوسط، وبخاصة ما يتعلق بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة والوضع في أوكرانيا. وأفاد البيت الأبيض، في بيان أمس الخميس، بأن بوتين اتصل هاتفيًا بأوباما، وبحثا الوضع الذي تتفاقم خطورته في سورية، وأكدا أهمية الحفاظ على "وحدة" القوى الدولية في المفاوضات مع إيران في شأن برنامجها النووي، حيث تدخل القوى الكبرى وإيران في نهاية هذا الأسبوع شوط المفاوضات الأخير في سباق مستمر منذ أشهر، من دون ضمانات نجاح بحلول مهلة 30 حزيران/ يونيو.

وبحث الرئيسان "ضرورة" التصدي لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسورية، وأكد الرئيس أوباما أن على روسيا "احترام التزاماتها" في إطار اتفاق مينسك لتسوية النزاع في أوكرانيا، وقال البيت الأبيض إن على روسيا "سحب القوات والمعدات الروسية المنتشرة في الأراضي الأوكرانية كافة".
وفي سياق متصل، قال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الخميس، إن روسيا "تلعب بالنار" بتهديدها باستخدام ترسانتها النووية، وإن الولايات المتحدة مصممة على منعها من اكتساب ميزة عسكرية مهمة من خلال انتهاكات لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.

وأكد نائب وزير الدفاع روبرت وورك، في حديث إلى القوات المسلحة في البنتاغون، أنَّ تطوير الترسانة النووية الأميركية وصيانتها في السنوات المقبلة سيستهلك ما يصل إلى 7 في المائة من موازنة الدفاع، ارتفاعًا من 3 إلى 4 في المائة حاليًا، وقد يقلص برامج أخرى ما لم يوافق على تمويل إضافي.
وبيَّن وورك أنَّ مساعي موسكو لاستخدام قواتها النووية لترهيب جيرانها باءت بالفشل مع توثيق أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الواقع لتحالفهم، وأضاف أن "كل من يظن السيطرة على التصعيد ممكنة من خلال استخدام الأسلحة النووية، هو بالحرف الواحد يلعب بالنار".

وأبرز أن روسيا تواصل خرق معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي تحظر صواريخ "بالستي" و "كروز" التي يبلغ مداها 500 إلى 5500 كيلومتر، وأوضح أنَّ البنتاغون يعكف على وضع خيارات من أجل رفعها إلى الرئيس باراك أوباما لدراستها والرد على انتهاكات المعاهدة، وأنه لن يدع روسيا "تجني مزايا عسكرية مهمة من خلال انتهاكات معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى".

والولايات المتحدة على وشك الشروع في مسعى طويل الأجل لتطوير ترسانتها النووية العتيقة، بما في ذلك الأسلحة والغواصات وقاذفات القنابل والصواريخ "البالستية"، وتشير التقديرات إلى أن التكلفة ستتراوح من 355 بليون دولار على مدى عشر سنوات إلى حوالي تريليون دولار طوال 30 عاما.

وقال وورك إن تطوير الترسانة النووية الأميركية من المتوقع أن يكلف في المتوسط 18 بليون دولار سنويًا في الفترة من 2021 إلى 2035، وفي السنوات الماضية، بلغت الموازنة الأساسية السنوية للبنتاغون نحو 500 بليون دولار.
وأضاف أنه "من دون تمويل إضافي يكرس لتطوير القوات الاستراتيجية، فإن الحفاظ على هذا المستوى من الإنفاق سيتطلب خيارات صعبة جدًا، وسيؤثر على أجزاء أخرى من محفظة الدفاع".