ماكسيم هوشارد

كشفت صحف بريطانية، الثلاثاء، أنَّ التسجيل المصوّر الأخير الذي نشره "داعش" لقطع رؤوس معتقلين من القوات الحكومية السورية بوحشية بالغة إلى جانب الرهينة الأميركي بيتر كيسينغ، يظهر أنَّ هناك قتلة بريطانيين وفرنسيين وألماني بين صفوف "داعش". وصرَّح جهاز المخابرات الفرنسية، صباح الثلاثاء، بأنَّ هناك شخص آخر ممن ظهروا في لقطات يدعى أبو عبد الله الفرنسي (22عامًا) من مدينة نورماندي، كما أنَّ هناك مزاعم بوجود رجل فرنسي ثانٍ في التسجيل، ولكن لم تظهر حتى الآن أي أسماء.

وبالرجوع إلى دائرة غرب فرنسا، أعلن خبير التطرف جان شارل بريسارد، لتلفزيون BFM"" قائلًا "نحن أشبه ما نكون على يقين من أنَّ هذا هو مكسيموس، أحد الشباب المقيمين في أوري، والذي يطلق على نفسه لقب أبو عبد الله الفرنسي، ولم نتأكد من ذلك من رفاقه المقاتلين في سورية فحسب، بل وقد تعرف عليه الكثير من أقاربه".

وأوضح بريسارد، أنَّ أبو عبد الله ولد لعائلة مسيحية في نورماندي، واعتنق الإسلام عند بلوغه 17عامًا، بعد استقطابه من التنظيمات الجهادية على شبكة الانترنت، لقد كانت عملية بطيئة انخرط فيها، وهذا يدل على أنه أصبح من المتشددين المتطرفين ولديه قناعات قوية بذلك.

فيما أفاد صديق للقاتل المشتبه فيه في مدينة أوري، بأنَّ "ماكسيم كان يسكر ويذهب إلى الحفلات، وكان دائمًا مع أصدقائه، وكان كل شيء يبدو طبيعيًا، وكان يتفانى في أي شيء يقوم به وعندما اعتنق الإسلام اعتنقه بشكل كامل ولا تكمن المشكلة في الاعتناق ولكن في التطرف".

وأضاف أنَّ "أبو عبد الله الفرنسي سافر بإرادته إلى سورية عن طريق تركيا ثم إلى الرقة معقل "داعش" وقال إنَّه كان مستعدًا للتضحية والاستشهاد في إحدى العمليات".

وهناك تقارير تفيد بوجود فرنسي آخر في التسجيل المصوّر؛ ولكن لم تذكر أسماء بعد، فيما صرَّح مسؤول كبير في الأمن القومي الفرنسي، الثلاثاء، بأنَّه من المتوقع أن يكون هوتشرد من بين القتلة الموجودين في التسجيل.

وذكر والد ناصر متهنا، أنَّ ابنه الشاب الفرنسي البالغ من العمر 20 عامًا، موجود من بين القتلة الـ16 الذين تم تصويرهم وهم يقطعون رؤوس الجنود السوريين في الصحراء، كما أظهر التسجيل الذي عرض على موقع "يوتيوب" صباح الاثنين، لمدة ساعة جثة مقطوعة الرأس لمسؤول المساعدات الأميركي كاسينغ البالغ من العمر 26 عامًا.

ويرى محللون أنَّ "داعش" تريد من هذا الفيديو إثارة الغرب وحثهم على خوض المعركة الفاصلة، وبعد أن قام المقاتل جون وهو قائد فرقة المقاتلين البريطانيين بتحذير ديفيد كاميرون من الذبح في الشارع، صرَّح جنرال سابق بأنَّ على بريطانيا "التفكير فيما لا يمكن تصوره" وأن ترسل قواتها للثأر من قوات "داعش"، فيما صرَّح كاميرون بأنَّ هذه الأعمال أظهرت مدى "أسى" ومدى "لؤم" هذه المجموعة المتطرفة وما هي بصدد القيام به.

وتعاني أسرة متهنا التي تعيش في منطقة الأعراق المتعددة في كارديف من النوبات القلبية عند سماعها بالتحاق ابنهم البالغ من العمر 17 عامًا عاسيل بأخيه في سورية، وتعتقد الأسرة أنَّه لا يزال يتلقى التدريبات في إحدى معسكرات "داعش" للمجاهدين الشباب، وأوضح والد متهنا "إنهما أبنائي وقد رحلا عني ولا أريد عودتهما فلا يوجد أب يتمنى الموت لأطفاله ولكن لا خيار أمامي سوى هذا".

ويرى المحللون أنَّ تغيير موقع مقطع التصوير إلى دابق وليس في مكان آخر في الرقة، كما هو الحال من قبل يدل على أنَّه يتم نقل الرهائن باستمرار لتفادي تعقب الضربات الجوية ولإحباط محاولات الإنقاذ.