محكمة شعبة الأسرة في المحكمة العليا البريطانية

أصدرت محكمة شعبة الأسرة في المحكمة العليا البريطانية أخيرًا قرارها بحظر صبي يبلغ من العمر 16 عامًا من السفر إلى الخارج؛ بعد أن قتل اثنين من أشقائه في المعارك الدائرة في سورية.

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أدلى القاضي بهذا الحكم بعد أن قدمت هيئة الخدمات الاجتماعية في برايتون وهوف ومجلس المدينة تقاريرًا بأن هناك مخاوف من تتبع الصبي خطى شقيقيه والسفر إلى سورية.

كما صرَّح ممثل المحكمة، المحامي مارتن داونز: ثلاثة من أشقائه ذهبوا إلى القتال في صفوف جبهة النصرة، وهي مجموعة على صلة بتنظيم القاعدة المتطرف، من ثم لقي 2 منهم حتفهما في سن المراهقة وأصيب الثالث، ولكن كان لا يزال يقاتل في سورية، كما قتل صديقه المراهق في معركة منذ أيام.

وأضاف داونز أن عائلته كان لها "تاريخ غير عادي" في الانضمام إلى الجماعات المتشددة، فأحد أعمامه كان محتجزًا من قِبل الولايات المتحدة الأميركية في معسكر جوانتانامو في كوبا.

وبموجب هذا الحكم يُمْنع المراهق، الذي يحمل جنسيتين ليبية وبريطانية، من مغادرة إنجلترا وويلز.

وأضاف جاستيس هايدن، الذي أكد إنه لا يمكن الإعلان عن أسماء المقاتلين الأربعة: تخشى السلطة المحلية من اتباع هذا المراهق مسار أشقائه؛ فعلم موظفو المجلس أن أفراد الأسرة يخططون إلى ترحيل المراهق للذهاب إلى دبي خلال عطلة عيد الفصح المقبل.

وذكر هايدن أنه مهتم بالحفاظ على حياة هذا الفتى، وكان قرار منعه من السفر إلى الخارج جيدًا؛ فهذا المراهق معرض للخطر، فمن الواضح أن عائلته ملتزمة بشن حملات متشددة في سورية، ووفقًا لحقوق الإنسان يندرج هذا التوازن بشكل واضح في حماية هذا الشاب في نهاية المطاف من نفسه".

وأكدت والدة الصبي أن الحزن قتلها ورغم هذا فهناك مخاوف من قدرتها على وضع حدود مناسبة لمنعه.

وأشار جاستيس هايدن إلى أن المجلس يعتبر طلب المراهق أن يؤخذ بعين الرعاية ولكن نظرًا إلى سن الصبي، يعتقد الموظفون أن وصاية المحكمة عليه ستكون الأفضل.

وأكد القاضي بعد إصدار القرار أن يصبح الفتى تحت وصاية المحكمة، وسيكون تحت حماية أحد القضاة، مضيفًا "بعد وضع الطفل تحت حراسة المحكمة لن يتمكن من السفر من إنجلترا وويلز دون إذن من المحكمة".

وفي سياق مخالف صرَّح القاضي أن الأم كانت على علم برحلة ابنها المزمعة إلى دبي، وأعربت عن أملها في أن الرحلة ستبعده عن سورية وعن الوقوع في مشاكل.

وذكر السيد داونز أن الأشقاء السابقين غادروا المملكة المتحدة بعد أن أكدوا لوالدتهم أنهم يحتاجون إلى جوازات سفر لـ"مشروع مدرسي".

وذكر المحامون أن هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها قاضي محكمة الأسرة اتخاذ مثل هذا النهج لمنع صبي من الذهاب إلى القتال في سورية.