آثار الدمار

قررت الولايات المتحدة وبريطانيا مساعدة تحالف الدول العربية الذي تقوده المملكة العربية السعودية لوقف التمدد "الحوثي" الذي تدعمه إيران وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في ظل تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في اليمن.

وتلعب كلا البلدين أميركا وبريطانيا دورًا مهمًا في العملية، من خلال توفير الطائرات الحربية، والدعم اللوجستي والاستخباراتي، بما ساهم في الأسابيع الأخيرة من وقف التمدد الحوثي ومنع سيطرة المتمردين على مدينة عدن.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها توفر أيضًا قنابل إضافية وبعثات التزود بالوقود الجوي للطائرات التي تنفذ الضربات الجوية على "الحوثيين", كما أكدت بريطانيا من جانبها أنها ستدعم حملة القصف بكل وسيلة عملية، واعترفت بمشاركة طائرات بريطانية الصنع في العمليات العسكرية.

وحذر مراقبون دوليون من أنَّ العمليات العسكرية بعد القضاء على "الحوثي" قد تحدث فراغًا تستغله الجماعات المتطرفة لتعزيز نفوذها مثل تنظيم "القاعدة" الذي سيطر فعلًا على مدينة المكلا وبدأ تشكيل مجلس خاص لإدارتها وفق قوانينه المتطرفة.

وأكد المراقبون أنَّ انقلاب "الحوثيين" وسيطرتهم بقوة السلاح على العاصمة اليمنية صنعاء جعلت فرص البلاد ضئيلة في الانتقال الديمقراطي الناجح، فضلًا عن تعمد "الحوثيين" لاستخدام التعذيب والعنف المفرط لقمع المعارضة، في منتهى الوحشية.

وأشاروا إلى أنَّ اليمن أفقر دولة في العالم العربي، ويحتاج فيها 14.7 مليون شخص إلى المعونة، و13.1 مليون شخص لا يحصلون على مياه آمنة و10.6 مليون شخص لا يعرفون من أين تأتي وجبة طعامهم التالية, ومنذ سيطرة الحوثي على صنعاء وبعض المدن بدأت الأوضاع تتفاقم وتزداد سوءًا في ظل منع المتمردين هيئات الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.

ونوَّه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين، إلى أنَّ البلاد "على شفا الانهيار التام" في ظل التمدد "الحوثي" والمعارك الضارية بين المتمردين وأهالي القبائل والمقاتلين الموالين للشرعية في اليمن.

يُذكر أنَّ المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران والوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، واستولوا على أجزاء كبيرة من البلاد منذ أيلول/ سبتمبر.