الإمام الجهادي أنور العولقي

رفضت غوغل إيقاف ميزة الاستكمال التلقائي، حيث تساعد هذه الميزة من يبحثون عن محاضرات دعاة وأئمة تنظيم القاعدة في إيجادها سريعًا، ويستخدم محرك البحث أداة الاستكمال التلقائي التي تقترح كلمات إضافية لمساعدة المستخدمين في العثور على ما يبحثون عنه بسرعة أكثر.

وعندما يتم إدخال اسم الإمام الجهادي أنور العولقي، في محرك البحث فإنه يقترح عبارة "محاضرات"، مما يتيح انتشار خطابات الكراهية التي تم تصويرها قبل وفاته في عام 2011، وقال الخبراء إن هذه الميزة "خطير للغاية"، حيث أثرت خطابات العولقي في العديد من الهجمات على الغرب في الماضي، بما في ذلك تفجيرات لندن في 7 يوليو\تموز، كما تتوفر هذه الميزة أيضًا في موقع يوتيوب التابع للشركة، على الرغم من أن الموقع يزيل اللقطات التي تحرض على العنف أو الإرهاب عندما ترفع من قبل المستخدمين.

يذكر أن العولقي الأميركي الجنسية، والذي عاش في السابق في بريطانيا، كان على رأس قائمة المطلوبين من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، وكان يوصف سابقا باسم "بن لادن الإنترنت" بسبب خطبه عبر مدونته، وصفحة الفيسبوك ويوتيوب وأشرطة الفيديو، وقتل العولقي في غارة أميركية بدون طيار في اليمن، حيث كان يعتقد أنه يقود منظمة إرهابية، والبحث عن اسمه دون كلمات إضافية تؤدي إلى صفحات ويب تصف صلاته "بالإرهاب"،  بينما البحث عن اسمه باستخدام "علامات الاقتباس" يقود إلى عرض مواقع تحتوي خطبه واقتباساته مثل "قتال حتى آخر رجل" و "سنستمر في الجهاد ".

ويصف خبراء مكافحة الإرهاب عملية الترويج لهذه الخطابات من خلال البحث المتقدم لمحرك البحث بأنها "خطيرة بشكل لا يصدق" حيث أن حوالي 90 من المؤامرات والهجمات "الإرهابية" التي نفذت في الغرب كانت متأثرة بحديث العولقي على الإنترنت، وكان العولقي يعيش في بريطانيا بين عامي 2002 و2004، وقدم سلسلة من المحاضرات في لندن، محذرًا "بعدم الثقة بغير المسلمين" كما تحدث عن "مكافآت الاستشهاد ".

ويأتي ذلك بعد أن غيرت غوغل خوارزميات البحث لمعالجة عمليات البحث المعادية للنساء والسامية على الإنترنت، وقال بيان للشركة صدر في وقت سابق من هذا الشهر: "ميزة الاستكمال التلقائي تعتمد حسابيًا على نشاط المستخدمين في البحث، ونحن نبذل قصارى جهدنا لمنع المصطلحات الهجومية، مثل الإباحية وخطاب الكراهية، من الظهور، لكننا نعترف بأن الإكمال التلقائي ليس عمل علمي دقيق، ونحن نعمل دائمًا لتحسين خوارزمياتنا".

وأوضح مات بريتين، مدير غوغل في حديثه مع راديو بي بي سي 4، أن الشركة تعمل جاهدة لإزالة المحتوى غير القانوني وخطابات الكراهية، وأكد أن عملاق الإنترنت لديه الكثير لمعالجة المحتوى غير قانوني، ولكنه يدع ذلك للناس للقيام بأحكامهم الخاصة تجاه المواد التي يرونها على محرك البحث.
 
وأضاف أن ميزة الاستكمال التلقائي هي خوارزمية تسهل على الناس الحصول على المعلومات المطلوبة أسهل وأسرع وأن هذه الميزة تعتمد على ما يقوم الناس بالبحث عنه، واختتم: "إننا نبذل قصارى جهدنا كي نتمكن من التحسين الدائم لنتائج البحث ولكن من الصعب منع هذه الميزة، وأنا أعتقد أن الناس أذكياء بما يكفي لكي يدركوا أن ليس كل شيء نجده على شبكة الإنترنت دقيقًا" .