إذاعة منبر الحرية

داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، فجر الثلاثاء، مقر إذاعة منبر الحرية في مدينة الخليل، وصادرت أجهزة البث والمعدات الخاصة بها وقطعت البث بشكل كامل .

وكانت قوات الاحتلال داهمت منطقة دائرة السير بأعداد كبيرة من الآليات وناقلات الجند وشاحنات كبيرة خاصة بالجيش، وفرضت إغلاقا محكما للمنطقة، وقامت بمداهمة المقر القديم للإذاعة، ومن ثم توجهت للمقر الجديد وفرضت حصارا حوله، ثم اقتحم الجنود بأعداد كبيرة برفقة ضباط المخابرات مقر الإذاعة وأبلغوا الصحفيين المتواجدين في المقر نيتهم إغلاق الإذاعة ومصادرة كافة أجهزة البث وإيقاف بثها.

وشرعت قوات الاحتلال بتفكيك أجهزة البث والصوت، وتعطيل كاميرات البث المباشر وكاميرات المراقبة الخاصة بالإذاعة، وإيقاف البث بشكل كامل، وتدمير كافة محتويات الإذاعة من جدران وديكورات وأجهزة وتقطيع الأسلاك .

وأصدرت قوات الاحتلال قرارا بإغلاق الإذاعة لمدة ستة أشهر، وقرارا بمنع دخول مبنى الإذاعة بشكل نهائي، مهددة بهدم المبنى في حال دخوله.

وسلمت قوات الاحتلال الصحفيين محمود اقنيبي ومحمد عبيدو بلاغات لمقابلة مخابراتها صباح الثلاثاء.

وأدانت نقابة الصحفيين في بيان صحافي، بأشد العبارات إقدام قوات الاحتلال على اقتحام اذاعة منبر الحرية  وتحطيم أجهزتها ومحتوياتها ومصادرة أجهزة أخرى وتسليم قرار بإغلاق الإذاعة حتى 16 نيسان المقبل، واعتبرت النقابة هذه الخطوة جريمة حرب احتلالية خطيرة  معبرة عن وقوفها بكل قوة مع الزملاء في راديو منبر الحرية، وداعية كل صحفي فلسطين للتضامن مع الإذاعة وإدانة هذه الجريمة النكراء والشنيعة التي تعبر عن عقلية همجية وإجرامية وإرهابية ضد كل وسائل الإعلام الفلسطينية وضد كل صحفيي فلسطين وخاصة في الخليل المستهدف الأول في هذه الحملة الإرهابية.

ودعت اتحاد الصحفيين العرب واتحاد صحفيي أوروبا والاتحاد الدولي للصحفيين لإدانة جريمة الحرب الإسرائيلية الجديدة ضد الإعلام الفلسطيني، وأن يعلنوا موقفا واضحا ضد هذه الممارسات الإرهابية التي لن تثن صحفيي فلسطين عن القيام بواجبهم المهني .

وطالبت من كل الإعلاميين في كل محافظات الوطن إلى تنظيم وقفات تضامنية مع إذاعة منبر الحرية وفتح موجات بث ضد جريمة إغلاقها.

وشددت النقابة على أن هذه الجريمة  تأتي في سياق تنفيذ جيش الاحتلال لقرار حكومته التي طالما حذرنا من قراراتها  باستهداف الإعلام الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين  والتحريض ضدهم، مجددة التأكيد على أن جرائم الاحتلال لن تمر دون عقاب.

واعتبرت وزارة الإعلام عدوان الاحتلال الشرس على إذاعة منبر الحرية في الخليل، فعًلا إرهابيًا يأتي للتغطية على جرائم إسرائيل ضد أبناء شعبنا.

ورأت الوزارة في بيان صحافي، قيام جيش الاحتلال وما يسمى بالإدارة المدنية، بتحطيم أجهزة الإذاعة ومصادرتها، وإغلاقها اعتداء سافر على الإعلام الفلسطيني ودليل دامغ على قرار الاحتلال مهاجمة الصحفيين ووسائل إعلامهم؛ لثنيهم عن رسالتهم المهنية والأخلاقية.

وذكرت الوزارة أنها وإذ تقف إلى جانب الإذاعة فيما تتعرض له، وتعلن رفضها لقرار الإغلاق، تؤكد في الوقت نفسه أنها ستخاطب الاتحاد الدولي للصحفيين، ومجلس الأمن لمقاضاة الاحتلال على جرائمه المتواصلة، والتي طالت عشرات الصحفيين خلال الشهر الماضي، ولانتهاكه قرار المجلس رقم (2222) الخاص بحمايتهم.

وحثت وسائل الإعلام والصحفيين على التضامن مع "منبر الحرية"، وإطلاق موجة مفتوحة لتسليط الضوء على إرهاب الاحتلال بحق حراس الحقيقة، كما دعت كافة إذاعات الخليل للبث اعتباراً من اليوم باسم منبر الحرية، مؤكدة أنها ستقوم بالإجراءات المناسبة لحماية الصحفيين والمؤسسات الاعلامية الفلسطينية.

واستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، الاعتداء على إذاعة "منبر الحرية"، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لإلغاء قرار وقف بث الإذاعة، وإعادة الأجهزة المصارة، وتعويضها عن المعدات التي دمرتها.

وطالب المركز بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام حرية التعبير، التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية.