بي. بي. سي

أثارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" أخيرًا موجة من الجدل؛ بعدما كشفت النقاب، خلال برنامج "بانوراما"، عن الفيلم الوثائقي "الشيخ المزيف"، والخاص بالصحافي المصري مظهر محمود، الذي كان يعمل مراسل سابق لأخبار العالم، والمتّهم بقرصنة هواتف العديد من المشاهير لأغراض غير مشروعة.

وفي تموز/ يوليو الماضي، تمّ توقيف محمود من قِبل الأخبار العالمية، على خلفية انهيار محاكمة للمغنية وحكم برنامج إكس فاكتور السابق توليسا كونتوستافلوس.

ويجرى التحقيق في القضية ولكن النيابة العامة لم توجِّه الاتهامات بعد، بينما يدعي محمود أنه استخدم أساليب التحقيق الشرعية، مما ساعده على تأمين 100 من القناعات خلال 30 عامًا من عمله، إلى حد كبير من خلال طرح مثل الملوك العرب.

وأشار قاضي التحقيق إلى أنَّ محمود حاول إقناع أحد الشهود بتغيير شهادته والكذب بعد القسم، كما أنه ينفي ما عرضه البرنامج ويؤكد أنه خاطئ ومضلل.

وظهرت أخيرًا شخصية الشيخ المزيف على "بي. بي. سي"، الأربعاء الماضي، بعدما تمّ تأجيل العرض عدة مرات بسبب الجدل القانوني بشأن الممارسات الفاسدة لصحافي التحقيقات السابق.

والفيلم مدته 30 دقيقة، ويعرض شهادة العديد من ضحايا محمود وزملائه السابقين الذين يتّهمونه بأعمال إجرامية؛ حيث ذكر ألفورد، نجم الأطفال السابق في غرانغ هيل، إنه فكر في الانتحار بعد قصة محمود: "لا أحد يستطيع إعادة الـ18 عامًا الذين فقدتهم، وأمل أنَّ يكون هذا اليوم الأول في حياة جديدة".

وجاءت شهادته بعد عرض المنتجين لقطات من أرشيف أخبار العالم يظهر فيها محمود، يرتدي زي أمير عربي ثري، يضحك مع زملائه حول تأثير القصة على حياة الفورد، في العام 1999، كان ألفورد مدمن يتعافى، ولكنه أدين بتوفير الأدوية لمحمود، وسجن بعد ذلك لمدة تسعة أشهر، حتى في محاكمته، أعترف أنه فعل ذلك.

وفي السياق ذاته، ذكر المحامي الذي يمثل عشرات المشاهير، مارك لويس، إنه يمثل ثمانية من ضحايا محمود؛ من بينهم النجم السابق جون والفرد، وعارضة الأزياء إيما مورغان، وكلاهما تحدث مع مراسل بي بي سي، جون سويني.

وأضاف لويس أنه تلقى ثلاث اتصالات جديدة من ضحايا محمود بعد إذاعة البرنامج، موضحًا: "الأضرار التي لحقت بالناس تتمثل في تدمير المعيشة وقرصنة الهواتف وأكثر من ذلك، كما ذهب العديد منهم إلى السجن".

وشرح لويس كيفية رضوخ الناس من خلال هذا النوع من الشِرك المزعوم الذي فعله محمود، مضيفًا:" لكل البشر ثمن، لو أتى شخصًا ما اليوم وهو لا يرتدي الزي العربي، وذكر إنه من قِبل شركة نيوز كروب، وهم بحاجة إلى محامي للتحقيق في أنهم لا يفعلون شيئًا خطأ، وفي المقابل سأحصل على 5 مليون جنيه إسترليني، سأتعامل معه ولكن بحرص".

وذكرت عارضة الأزياء إيما مورغان، خلال البرنامج، إنها سقطت ضحية لمحمود، حيث أبدى رغبته في عرضها كتاجرة مواد مُخدِّرة، ووضعها تحط ضغط توريد الكوكاين من قِبل رجل يدعى بلي، وأعترفت أنها فعلت ذلك.

وأضاف سيتف غرايسون، عمل مع محمود على العديد من القصص في التسعينات: "هو تاجر مواد مُخدِّرة ونحن كذلك، ولقد دفعت لهذا الرجل لتوريد مواد مُخدِّرة وإعطائها لإيما"، فيما اعتذر بيلي لإيما وأكد أنَّ مظهر أعطاه المال ليشتري الكوكاين.

كما بحث  المفترضة لخطف فيكتوريا بيكهام وأطفالها، الأمر الذي أدى إلى توقيف عصابة مسلحة من خمسة رجال.

وزعم البرنامج أيضًا عن صلة محمود بجريمة قتل العام 1999، والتي كشفت عن صلة ضباط شرطة فاسدين، بشركة مخبز خاص، كما أنَّ الشرطة فشلت في التحقيق بشكل سليم، ولم يتمكَّن المدعين العامين من كشف أساليب محمود، مما يثير التساؤلات حول علاقة الشرطة بأخبار العالم، كما أنَّ محمود حصل على العديد من الجوائز الصحافية القومية خلال عمله في الوكالة.