وسائل الإعلام الفلسطيني

أظهرت نتائج دراسة عن "النوع الاجتماعي والإعلام" أن البرامج الاجتماعية والحوارية المتعلقة بقضايا المرأة في الإذاعة والتليفزيون تثير الاهتمام، لكنها تحظى بمتابعة متدنية، مشيرة إلى أنها تتعامل بسطحيّة وموسميّة تجاه قضايا المرأة‎، فيما يطغى لاهتمام بالسبق الصحافي على محتوى الموضوعات ذات البعد الاجتماعي.

وبيَّنت الدراسة التي أعدتها الباحثة المختصة بقضايا المرأة ناهد أبو طعيمة من جامعة بيرزيت في رام الله، -لاووصلت "فلسطين اليوم"- تواضع حجم البرامج التي تتعلق بقضايا المرأة في التليفزيون وبنسبة أفضل في الإذاعات، ومع ذلك تعكس إلى حد ما هموم ومشاكل المرأة الفلسطينية، وتسهم في طرح حلول للتحديات التي تواجهها.

وكشفت عن غياب تام لبرامج إعلامية تُعنى بالرجل والمرأة وتنشر ثقافة ومفاهيم وأدوار النوع الاجتماعي، كما الإعلام المتخصص مثل الصحافة النسوية أو الإعلام المتحمس لقضايا النوع الاجتماعي وضعف الصحافيين والصحافيات في هذا الجانب، والجدل المتعلق في نقاش ومفهوم النوع، إضافة إلى أن طريقة طرحه في وسائل الإعلام ساهمت في ضبابية وعدم وضوح المفهوم وأبعاده، ليس فقط لدى الجمهور وإنما في أوساط النخب الثقافية والسياسية، على الرغم من أن هناك أكثرية تعتبره يسهم في تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة، وأنه يعني الأدوار والعلاقات والحاجات للرجل والمرأة.

وأكّدت الدراسة أن تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام الفلسطيني يتصف بالسطحية وبالموسمية وردات الفعل، دون متابعة حثيثة ومعالجات جدية، ولا وجود لمساحة ثابتة في الإعلام لتتناول قضايا المرأة، حيث التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام إخبارية، وغالبا ما تأتي انسجاماً مع المشاريع النسوية.

وأعلنت أن الاهتمام بالسبق الصحافي للإعلاميين يطغى على مضامين ومحتوى الموضوعات ذات البعد الاجتماعي، إضافة إلى أن بعض وسائل الإعلام الخاصة يغلب عليها الطابع الاستثماري التجاري على حساب الرسالة الاجتماعية.

وأوضحت أن الإعلام يسهم بنسبة متواضعة في توعية الجمهور الفلسطيني اتجاه قضاياه المرأة، وبالتالي اثر تغطية وسائل الإعلام ما زال غير مرئي وغير كافٍ ويتصف بالضعيف والبطيء والمحدود، انطلاقا من كون أثره وقتيا وليس بالقدر الذي يغير في مواقف الجمهور واتجاهاته، وفي بعض الأحيان يكون هناك أثر سلبي بسبب التغطية الإعلامية غير الواعية بقضايا المرأة.

وشدّدت الدراسة على محدودية قدرات وتدني الوعي لدى عدد ليس بالقليل من الإعلاميين والإعلاميات في تناول قضايا المرأة بعمق، بما في ذلك من بوابة النوع الاجتماعي التي ما زالت هامشية في الإعلام الفلسطيني، تعكس ذاتها على قدرة الإعلام في طرح قضايا المرأة بطرق وآليات تمكّن من معالجات حقيقية لمشكلات المرأة.