اللاجئين السوريين

يسلط برنامج "راديو 4 دراما" على "بي بي سي" هذا الأسبوع الضوء على محنة اللاجئين السوريين الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر إلى دمشق.

ويركز البرنامج على مخيم الزعتري، وهو أكبر مخيم للاجئين السوريين ويقع على بعد ساعة من العاصمة الأردنية عمان، ويظهر في المخيم العديد من الأسر السورية من الطبقة المتوسطة الفارين من سورية ويواجهون خيارات مستحيلة.

وتوجد ريم (16 عامًا) من بين الشخصيات الرئيسية في المخيم، والتي تطمح بأن تصبح طبيبة، والآن تطلب منها والدتها وأحد أشقائها الموافقة على الزواج من شخص أردني لأنهم يعتقدون أن هذا سيضمن مستقبلها، ويرغب أحد أشقائها الذي لا يزال في دمشق في تهريب عائلته إلى أوروبا، وتجسد الدراما الحياة اليومية للاجئين في مخيم الزعتري الذي يقطنه 79900 لاجئ ما يجعله من أكبر المدن في الأردن.

وذكرت أحد منتجي البرنامج تشارلوت إيجار، والتي زارت المخيم في إطار بحثها: "على الأسر مواجهة معضلة زواج الفتيات، وإلا فما هي البدائل المتاحة لديهم، خصوصًا وأن التعليم غير متاح".

ويعتبر الزواج من سعودي أو أردني أحد أقل الاختيارات سوءا لضمان وجود مظهر من مظاهر الأمان في حياة المرأة، في حين أشارت إيجار إلى أن هذا الخيار ربما يأتي بنتائج عكسية، مضيفة: "هناك قصص عن بعض الأردنيين الذين يرسلون زوجتهم الشابة إلى المخيم مرة أخرى بعد بضعة أشهر لأنه ضاق ذرعًا بها".

وفي حين تقرر أسرة ريم مصيرها هرب أحد أشقائها عماد من دمشق إلى أوروبا، ويتواصل مع عائلته من خلال تطبيق "واتس آب" حيث يمكنه إرسال الرسائل مجانًا طالما يمكنه الاتصال بالإنترنت.

وأضافت إيجار: "حول واتس آب الهجرة من رحلة مرعبة مجهولة إلى موعد مع الأهل والأصدقاء الذين ذهبوا من قبل، وربما كان ذلك السبب في تغير خصائص المهاجرين من شباب بمفردهم إلى عائلات بأكملها مع أطفال صغار".

ومن الشخصيات الرئيسية الأخرى في حلقة البرنامج الدرامي يارا، وهي امرأة أردنية من عمان كانت تواجه قضية العنف المنزلي عند العمل في المخيم.

وقدمت النسخة الأصلية من البرنامج العام الماضي باللغة العربية من إنتاج إيجار وزوجها ويليا سترينغ وزميلهما جورجي باجيت، وتم دعم النسخة الأصلية من قبل وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي أرادت الخروج برسائل حول الزواج القسري والعنف المنزلي والاستغلال، فضلًا عن إمكانية عمل اللاجئين بشكل غير قانوني في الأردن.

وشارك في كتابة النسخة العربية من البرنامج باسم "جميعنا لاجئون" الكاتب والمخرج المسرحي السوري وائل كادوراند واثنان من الأردن هما ماجد حيجاوي وأحمد أمين الذي كتب الفيلم الفائز "مدن ترانزيت"، وحظي البرنامج بشعبية بلغت 92% بين المستمعين الذين حرصوا على سماع الحلقة من البداية حتى النهاية.

وكان من أحد مصادر إلهام النسخة الأصلية للبرنامج "الرماة" والذي صدر في عام 1951 وساعد في نشر تقنيات زراعية حديثة، وتم تحرير فيلم "مرحبا بك في الزعتري" بواسطة ليز ريجبي، وهي محررة "الرماة" في فترة الثمانينات، وعملت أيضًا في خدمة "بي بي سي وورد سيرفيس" الأفغانية بعنوان "نيو هوم نيو لايف"، والذي ركز على مشاكل الأفغانيين العائدين من مخيم اللاجئين.

وأخرج فيلم "مرحبا بك في الزعتري" بواسطة المخرج جونكويل بانتينغ، وتم تحديث البرنامج الدرامي عن النسخة الأصلية مع مراعاة الأعداد الهائلة للاجئين السوريين في محاولتهم اليائسة للوصول إلى أوروبا خلال الصيف.

وانتهى التسجيل فقط قبل أسبوع بحيث يصبح العمل حديثًا قدر الإمكان، وكان الممثلون البريطانيون من أصل عربي على أهبة الاستعداد الجمعة في حالة حدوث أية تداعيات في العرض نتيجة هجمات باريس على المعابر الحدودية.

وذكرت "بي بي سي"، أن فيلم "مرحبا بك في الزعتري" يعتبر دراما فريدة من نوعها في الوقت المناسب ويصدر في خمسة أجزاء على مدى أسبوع في إطار حلقة "راديو 4" التي تستغرق 15 دقيقة تقدم خلالها دراما كلاسيكية ومعاصرة.