مارك زوكيربرغ يصافح ليو يون شان

عقد المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكيربرغ لقاءًا مع الرجل المسؤول عن الإلتزام بسياسة الدعايا الصارمة التي تفرضها الصين، حيث يعتبر ليو يون شان واحدًا من الأشخاص الذين يشرفون على جدار الحماية العظيم للصين، وضمان تطبيق الرقابة الصارمة على ما يقرب من 1.4 بليون من سكان البلاد في الوصول إلى الإنترنت. وصرح السيد ليو خلال لقائه مع زوكيربرغ بأن موقع فيسبوك ينبغي أن يتم فيه تشارك المعرفة والخبرة والبيانات من أجل المساعدة في تحسين خدمة الإنترنت، بما يعود بالنفع على جميع شعوب العالم، وذلك بحسب ما أوردته المصادر الإخبارية التي ترعاها الدولة في الصين.

وترأس السيد ليو إدارة الدعاية المركزية بين عامي 2002 و 2012، وهو الآن السكرتير الأول في المرتبة للأمانة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. كما يواصل أيضا شغل منصب في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويعمل رئيساً للجنة بناء الروحية المدنية، ورئيس الدعاية وكذلك رئيس مدرسة الحزب المركزية. وينظر اليه على أنه مسؤول كبير في الإشراف الأيديولوجي والعمل الدعائي الذي قامت به الصين.

وكتب المعارض الصيني تاي ليو بأنه وعلى مدار عقدٍ من الزمان، خلال سيطرة ليو يون شان على النشر والتليفزيون جميعها، فلم يكن هناك صحيفة واحدة تتحدث عن الحقيقة أو كتابٍ واحد يمكن أن ينشر أو حتي فيلم أو مسلسل تليفزيوني. وعقد اللقاء على هامش زيارة المدير التنفيذي لفيسبوك إلى بكين من أجل حضور مؤتمر إقتصادي، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الصينية بتشديد سيطرتها على الإنترنت. حيث يحظر إستخدام مواقع فيسبوك وتويتر، بينما تميل المصادر الاخبارية على الانترنت إلى الخصوع لرقابة مشددة بحيث تتلاءم مع جدول الأعمال السياسي للبلاد. وحذر السيد ليو مستخدمي الإنترنت من تجاوز الخطوط الأساسية عند مناقشة الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد.

وعلى الرغم من أن الفيسبوك مدرج على القائمة السوداء من قبل الحكومة، إلا أن شخصية زوكربيرج لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين سكان الصين البارعين في امور التكنولوجيا في العاصمة. وقد ذكر بأنه أخفق في التودد للحكومة الصينية لعدة اعوام في محاولة لوصول البلاد إلي  أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم. وتم حظر موقع فيسبوك في أعقاب أعمال الشغب التي إندلعت عام 2009 وإستخدم فيها نشطاء الإستقلال فيسبوك لتنظيم الإضطرابات المدنية. وأسفرت الإحتجاجات المناهضة للحكومة عن مقتل ما بين 200 و 600 شخص، بينما تم إعدام 10 رجال منذ ذلك الحين لدورهم في حالة الإنفلات.

واندلعت أعمال الشغب نتيجةً للتوترات بين أغلبية هان Han وجماعة الويغورUyghur العرقية الذين يحرضون على مزيد من الاستقلال والحصول على الأراضي التي يرونها حق لهم. ويستطيع الشعب الصيني الوصول إلى موقع رينرين Renren الشبيه بموقع فيسبوك والذي يتوافق مع قوانين الحكومة الصارمة. فيما يتم حظر المستخدمين من نشر موضوعات مثل مذبحة ميدان تيانانمين Tianamen ، والنشاط المضاد للحكومة وممارسة شعائر فالون غونغ Falun Gong الروحية.