احصائيات توضّح أن ألف مدرسة بريطانية تتجسس على طلابها

تستخدم أكثر من ألف مدرسة بريطانية برمجيات التتبع للتجسس على التلاميذ أثناء عملهم على أجهزة الكمبيوتر، وذلك لحماية الأطفال من الاستمالة من قبل المتطرفين أو لمنع وصولهم إلى مواقع الكبار، ويتم تثبيت هذه البرامج أحيانا دون علم العائلات، فيما أثيرت مخاوف من وجود مخاطرة من مراقبة المحتوى الإلكتروني

وأظهرت الإحصائيات التي تم الحصول عليها بموجب حرية المعلومات من قبل مجموعة الحريات المدنية Big Brother Watch أنه من بين 1420 مدرسة ثانوية في انكلترا وويلز تستخدم ألف مدرسة هذه التكنولوجيا، ويمكن استخدام حزم برامج إدارة الفصول الدراسية من قبل المدارس في طرق عدة مثل مراقبة نشاط الطلاب على الانترنت والوصول إلى سجلات الويب الخاصة بهم وحجب المواقع مع مراجعة ما يُكتب على جهاز الكمبيوتر، وأنفقت المدارس 2.5 مليون استرليني على هذا البرنامج الذي تم تثبيته في 821.386 جهاز كمبيوتر ولابتوب وتابلت وهاتف محمول، ومن بين ألف مدرسة هناك 149 تشترط سياسة الاستخدام المقبول، فيما أعطت نحو 26 مدرسة معلومات عن هذا النوع من البرمجيات وكيفية استخدامها، بينما لم تقدم 123 مدرسة أية تفاصيل سوى ذكر أن الطلاب ربما يخضعوا للمراقبة عند استخدام جهاز الكمبيوتر.

وأفادت منظمة "Big Brother Watch" أن المدارس تفكر في شراء البرنامج لإبقاء التلاميذ آمنين على الانترنت أو كجزء من واجبهم للمساعدة في حماية الأطفال من التطرف، مضيفة: "نحن قلقون من أن استخدام هذه التكنولوجيا يضع المعلمين دون قصد في موقف الأخ الأكبر، حيث يعد إجبار الموظفين على الإشراف على الطلاب تحولًا جذريًا في الطريقة التقليدية للإشراف على التلاميذ عن طريق الاندماج معهم وسط الصف، وتقدم المدارس حاليًا بعض التفسير حول استخدام البرنامج في سياسة الاستخدام المقبول الخاصة بها، ويعد توقيع الآباء والأمهات على هذه السياسات بمثابة موافقة على استخدام البرنامج ولذلك تُرك الأمر برمته في الظلام".

وأفاد الرئيس التنفيذي لمنظمة "Big Brother Watch" رينات شمشون أن "إيجاد التوازن بين حفظ التلاميذ آمنين على الانترنت دون التعدي على حقهم في الخصوصية هو تحدى لكل مدرسة، لكن تشجيع المدارس على تتبع ومراقبة التلاميذ يخلق سابقة مثيرة للقلق لاسيما دون علم أولياء الأمور"، وأكد مالكولم تروب الأمين العام المؤقت لرابطة قادة المدارس والكليات : "تستخدم برمجيات مراقبة الكمبيوتر في المدارس لضمان حماية الأطفال والشباب والتأكد من أنهم لم يتعرضوا لمواد ضارة على الأنترنت، وليس هناك سرية حول استخدام هذا النوع من البرامج في المدارس، والطلاب على وعي بقواعد استخدام الكمبيوتر ومعظم المدارس لديها سياسات متاحة للوالدين".