مجموعة من الأدباء والكتاب المتخصصين بأدب وثقافة الطفل

طالبت مجموعة من الأدباء والكتاب المتخصصين بأدب وثقافة الطفل بأهمية إدخال أدب الخيال العلمي الموجه للطفل ضمن المناهج الدراسية المقررة، وذلك إسوة بالمناهج التعليمية المعروفة حالياً، كونه يعزز معلومات ومعارف الطلبة في الأمور العلمية، ويخلق فيهم روح البحث العلمي، وزيادة الإطلاع على العلوم والثقافات المختلفة بطريقة علمية تعليمية تتفوق على الكثير من الطرق السائدة التي تعيق الخيال والإبداع.
 
وجاءت تلك الآراء خلال ندوة "أدب الخيال العلمي بين الواقع والمأمول" التي أقيمت في قاعة ملتقى الأدب ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي في دورته الثامنة بمركز اكسبو للمعارض في إمارة الشارقة للفترة بين 20-30 من نيسان/ابريل الحالي 2016، وشارك فيها كل من: نورة النومان من الإمارات، ورؤوف وصفي من مصر، والدكتور أشرف فقيه من المملكة العربية السعودية، وأدارتها دينا قنديل، وشهدت العديد من المداخلات من قبل الجمهور.
 
وبينت نورة النومان في مستهل حديثها: "إن قراءة بسيطة في سيرة العلماء والمخترعين الأوروبيين تكشف أنهم كانوا في مرحلة الصغر شغوفين بأدب الخيال العلمي، وهو الذي صاغ توجهاتهم وأظهر إبداعاتهم نحو العلن، وأننا إذا أردنا أن نتعاطى مع هذا الأدب بصورة سليمة، فإننا سنضمن توجهنا نحو مستقبلنا بخطى ثابتة، ومن جميع النواحي، فهو بوابة مهمة لأطفالنا في محبة العلم والبراعة فيه، لاسيما إذا اقترن بدعم أكبر للأبحاث في ضوء تخصيص منح مالية كافية لتحقيق هذا الغرض المهم".
 
وفرّق الدكتور أشرف فقيه بين أدب الطفل والخرافة، قائلاً : "ليس كل ما يتحدث عن المستقبل من الأدب الموجه للطفل يستحق تسميته أدب الخيال العلمي، فلهذا الأدب العديد من الركائز أهمها أنه يقوم على أمور علمية حقيقية، يمكنها أن تفتح الباب أمام تصورات علمية أخرى، وهذا مختلف عن الخرافة التي تتحدث عن مخلوقات غريبة، أو تجنح بخيال الطفل نحو مديات مفتوحة لا يمكن معها الوصول الى شئ، ولكي ننجح في أدب الخيال العلمي نحتاج الى منظومة كاملة تبدأ من الفكرة ولا تتوقف عند حدود التطبيق حتى تولد أفكاراً أخرى".
 
وأشار رؤوف وصفي إلى أهمية النهوض ببعض العوامل التي تدعم قوة أدب الخيال العلمي للطفل وتزيد من مساحة تأثيره التي تنطلق من أهمية هذا الأدب في تبسيط العلوم، ووضعه الطفل في مجتمع مستقبلي حتى لا يصاب بصدمة المستقبل والخوف منه، والإنطلاق في ذلك من تطوير البيئة العربية من خلال تصورها كمنتج خيال علمي كونها حافلة بالعديد من الأسس الداعمة لذلك. لافتاً إلى قصة البساط السحري الذي الهم العلماء فتحول إلى حقيقة ماثلة من خلال المركبات الفضائية، والطائرات ذات السرعات الفائقة.
 
على صعيد متصل، أقيمت ندوة ثقافية ثانية ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في قاعة ملتقى الكتاب بعنوان "نحو خلق جيل مبتكر ومبدع وتعزيز ثقافة القراءة"، شارك فيها كل من: الكاتب والأديب المصري ابراهيم فرغلي، والكاتبة الأمريكية اليسون ماكغي، والكاتبة البريطانية باميلا بوتشارت، وأدارتها سارة المرزوقي.
 
وأكدت ماكغي أهمية التكيف مع الرقمية، في ضوء عدم القدرة على العودة إلى الماضي مع أنه (شيء جميل)، وأنه لابد للطفل من الحصول على الوسائل التقنية التي تتيح له المعرفة، والتزود بالثقافة اللازمة، ولا ننكر أن هناك بعض السلبيات في العصر الرقمي، وهي موجودة في كل تحول عصري، لكنها بالمقارنة مع الفوائد المتوخاة للطفل أكثر بكثير من المضار.
 
وبيّن ابراهيم فرغلي أهمية زيادة التطبيقات الإلكترونية التي تساعد الطفل على القراءة، منبهاً الأبوين على أهمية تقنين استعمال التكنلوجيا الرقمية، والمعنيين بأدب الطفل على التركيز بإثراء العقلانية في تفكير الطفل، ومساعدته على التثقيف الذاتي بشكل سليم.
 
واختتمت الكاتبة الأميركية بوتشارت الندوة بالإشارة الى أهمية التركيز في كتابة أدب الطفل على القيم والأخلاقيات، وعدم ترك الباب مفتوحاً للإنجرار وراء التطور والتقدم، كونه يؤدي إلى اضطراب الهوية، وضياع الشخصية المعنوية للطفل.
 
هذا وتستمر ندوات الفعاليات الثقافية حتى 29 من نيسان الحالي 2016، وستقام مساء السبت 22 من نيسان اربع ندوات ثقافية، بينها ندوة (التنوع والإبداع في كتب خيال الأطفال) على قاعة ملتقى الأدب، يشارك فيها كل من: نبيلة علي، وسيري بيرنيل، ويدير الندوة: ذكرى لعيبي، وستحتضن قاعة ملتقى الكتاب ندوة (دور القصة في تثقيف عقول الشباب من منظور كاتب) يشارك فيها كل من: لورا ماكنيل، وتوم ماكنيل، وفرج الظفيري، ويدير الندوة محمد الحوسني.