تجربة الطلاق

العديد من الناس ينتابهم الخوف من التعبيرعن مشاعرالحزن، والاكتئاب، والغضب بحرية، بل من المفيد لصحتك أن تتركي العنان لمشاعر الحزن التي تمرين بها حتى تنتهي، وتتخلص روحك منها تدريجيا؛ لأن تلك المشاعر لن تدوم إلى الأبد، ولا تكوني مخطئة إذا أظهرتي ما بداخلك من حزن.

والخطأ هنا هو كتمان هذه المشاعر، حيث يتحول الكتمان إلى أمراض خطيرة مثل مرض القولون العصبي، قرحة المعدة، أمراض القلب، السكر، الاكتئاب الذي قد يؤدي إلى الانتحار. وعند الشعور بالحزن على ما تمرين به من تجربة الطلاق، لايجب أن تشعري نفسك بالذنب، وأن هذه التجربة ستدمر حياتك، وأنك إنسانة دائمة الفشل لايمكن لها أن تقيم علاقة ناجحة، بل عليك إقناع نفسك أن هذا خطأ لن يتكرر، وأنك لديك الآمال، والأحلام، وحتما ستحاولين تحقيقها مرة أخرى، وأن النجاح سيكون لك فى المرة القادمة.يجب عليك تحديد الأسباب، التي أدت إلى الوصول لنقطة الطلاق، حتى يمكنك معالجتها، وتؤسسى لنفسك حياة أخرى، خالية من تلك المشكلات، والسلبيات، ويجب أن تكوني حيادية وصادقة مع ذاتك، فلا تنحازي لطرف على حساب الطرف الآخر، ويكون الحل الذى تصلين إليه حل منطقي، وعملي، ولن يفيدك توجيه اللوم إلى طليقك أوإلى نفسك، كل ما عليك فعله هو، تحديد أسباب المشكلة، والسعى إلى تجنبها في المستقبل.

ومن الصعب أن تكوني على قرب من زوجك السابق بعد الطلاق، لأن هذا سيذكرك دائما بمعاناتك، ولن يترك لك الفرصة لنسيان ماحدث بينكما، لذا يجب أن تبتعدي عنه، لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، حيث سيساعدك ذلك على الشفاء من آلامك، والتخلص منها، وذلك بالفضفضة مع شخص آخر، أو صديقة مقربة، حتى يمكنك البدء من جديد.الطلاق هو تجربة قاسية، تفقد فيها المرأة أقرب صديق، وأقرب شخص إليها، وهو الزوج، ولكى تعوضي هذا الفقدان، يجب أن تجمعي حولك كل من يحبونك، ويمكنهم مساندتك في تلك الأزمة، حيث يجب أن تشعري أن هناك من يرغب في التقرب إليك ومن يحبك ويهتم لأمرك.

ويمكن أن تكون مجموعة المساندين لك، مجموعة دينية، أو روحية، أومن مروا بمثل تلك الظروف التي تمرين بها، واستطاعوا اجتيازها، أومجموعة من الأشخاص يمكن التعرف عليهم عن طريق النت، ولديهم الرغبة في المساعدة.

ويجب اختيار تلك المجموعة بدقة، حتى يكون لديهم الوعى التام بمشكلتك، وكيفية تقديم المساندة لك بطريقة فعالة، تتناسب مع الحالة التي تمرين بها.إذا كانت لديك الرغبة في تكوين علاقة جديدة في المستقبل، وتكون علاقة ناجحة، لا تصل لما وصلت إليه سابقتها.

وعليك أن تتعرفي على ملامح العلاقات التي تقومين بها، ويجب أن تدركي الهدف من وراء تلك العلاقات، وما هي الصفات المهمة والضرورية، التي لابد أن تتوافر في الطرف الأخر من وجهة نظرك الخاصة، ولن تتنازلي عنها.

وما الذي ترغبين فيه، حتى تشعري بالرضا التام عن تلك العلاقة، كما يجب عليك تحديد العيوب التي لا تريدينها في شريك حياتك، ولا سيما التي كانت في الزوج السابق، وكان لها دور في المشاكل بينكما.