السيدة الأولى في الجزائر

يهتم الكثير من المواطنين في الدول الغربية وحتى في البلدان العربية، بزوجات المترشحين للرئاسيات، وينبش هؤلاء عن أسرار من تصبح سيدة المجتمع الأولى، لأنهم تعودوا أن يشاهدوا زوجة الرئيس منذ بدئه الحملة الانتخابية إلى توليه سدة الحكم، وهذا ما حدث في تونس، حيث أثير الكثير من الجدل بظهور سيدات المترشحين للرئاسيات الأخيرة، قبل فوز قيس سعيد الرئيس الحالي.. لكن في الجزائر لا حديث عن سيدة المجتمع

الأولى!وظل وجود المرأة في الحياة السياسية عموما طيلة 50 سنة في الجزائر هامشيا، إلى عام 2012، الذي مثل أهم مرحلة بصدور القانون العضوي الذي حدد كيفيات توسيع تمثيل النساء في المجالس الانتخابية، حيث كان له الأثر الكبير في رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الشعبي الوطني إلى 31 بالمائة، ووصول عدد "النائبات" بعد انتخاب 10 ماي 2012، إلى 146 نائب، جعل بذلك الجزائر تحتل المرتبة الأولى عربيا

والثامنة والعشرين عالميا.إلا أن هذا الوجود السياسي للجنس اللطيف، لم يفتح أبوابه لزوجة الرئيس أو ما يعرف بالمرأة الأولى في المجتمع، لأن الرئيس بوتفليقة أصلا كان لا يملك هذه السيدة الأولى، وإن كانت حجة بوتفليقة واضحة، ولا نقاش حولها، إلا أن خوض 5 شخصيات سياسية سباق رئاسيات 2019، واحتدام الحملة الانتخابية بينهم، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو على ارض الواقع، بدون ظهور زوجاتهم

وبدون الحديث عنهن عبر وسائل الإعلام، ولا النقب عن أسرارهن من طرف المواطن الجزائري، الذي لا يزال يرى في زوجة الرئيس طابو من طابوهات مجتمعنا.وقال الخبير في علم الاجتماع السياسي الدكتور ناصر جابي، "إن تجربة سيدة المجتمع الاولى في الجزائر لم تنجح منذ تولي الرئيس الراحل هواري بومدين الحكم ابان الاستقلال، وإن ظهر السيدة انيسة بومدين إلى جانبه في التلفزيون، إلا أنها كانت فكرة مرفوضة ولقيت

الكثير من الانتقادات سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي الشعبي".وأكد جابي أن سيدة الجزائر الأولى ويعني زوجة الرئيس لم تكن أيضا مقبولة في عهد الشاذلي بن جديد، ولم يكن ظهور زوجته بجانبه، في صالحه، حيث انتهى الأمر في الأخير باتهامها بالفساد وارتبط اسم زوجة الشاذلي ببداية هذا الفساد في بلادنا.وإن كان حضور السيدة الأولى في حكم بومدين وشاذلي، فيبقى حسب ناصر جابي، حضورا طفيفا بروتوكوليا،

لم يؤسس لثقافة تقبل زوجة الرئيس كشخص مرافق لهذا الأخير أو كامرأة أولى في الجزائر.ورد خبير علم الاجتماع السياسي، الدكتور جابي، أسباب تهميش زوجة الرئيس وبقائها خلف الستار، إلى تولي المسؤوليات والحكم من طرف نخب تقليدية ذكورية لا تتقبل المرأة، وحتى رؤساء الأحزاب المعرضة حسبه، لا يظهرون زوجاتهم إلى العلن، ولا يسمحوا بمرافقة الزوجة لهم في الحملات الانتخابية.وقال إن هناك تخوفا من طرف

السياسيين، من حكم المجتمع عليهم، بعد ظهور زوجاتهن، إلى جانبهم عبر وسائل الإعلام وفي أماكن نشاطهم، مضيفا أن هذه النخب التقليدية الذكورية لم تأت بأي تغيير في العقلية حول المرأة ككيان ثقافي مفكر وفعال، ومساعد في الحياة السياسية.ويرى أن للمجتمع الجزائري مؤشرات التغيير وقبول السيدة الأولى، إلا أن حسبه، لم يأت لحد الساعة رئيس شرعي بالمعنى الحقيقي يمحو ثقافة تهميش سيدة المجتمع الأولى، ويفرض

وجودها إلى جانبه، مشيرا إلى أن زوجة الرئيس تعتبر كفرد من أفراده، وقد ترسخ مؤخرا في عقول الجزائريين امتداد الحكم إلى عائلة الرئيس أو احد أفرادها مؤشر فساد وهذا لانتشار قضايا مسؤولين كانت عائلاتهم قاعدة للفساد.

قد يهمك أيضا

أم وابنتها "يتبخران" من داخل المنزل والشرطة الأميركية تبحث عن آثارهما

"ليزا سميث" مِن مُجنّدة في الجيش الأيرلندي إلى عروس في بيت "داعشي"