حفل الأوسكار

كان خطاب الأوسكار للنجمة باتريشا أركيت، هو الأكثر وضوحًا ونضالًا بشأن المساواة لحقوق المرأة، إلى أن حلّت النجمة الأميركية سكارليت جوهانسون، ببضع ساعات على السجادة الحمراء، والتي رفضت الحديث مع وسائل الإعلام ولو بكلمة واحدة.

وارتدت النجمة سكارليت جوهانسون ثوبًا بلون أخضر زمردي من دار أزياء "فيرساتشي"، وأثناء استعدادها للتصوير أمام عدسات الكاميرا، ظهر فجأة النجم "جون ترافولتا" وبادر بوضع قبلة على خدها.

ولم تتفاعل سكارلت مع القبلة، إذ وضعت يدها اليمنى حول خصرها، وظلت نظرتها ثابتة، وذراعها الآخر بجانبها، ولم تقل شيئًا، ولكن نظراتها للكاميرات قالت كل شيء.

وفي أكبر ليلة لموسم توزيع الجوائز، وفي عين ترافولتا كانت سكارلت مجرد جائزة أو بطولة حصل عليها.

 من الصعب على الصحافة والجمهور أن يعرفا ما إذا كانت القضايا الاجتماعية لها تأثير في حفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي يعد مكانًا آمنًا  للتعبير فيه عن المشاعر.

وجاء خطاب أركيت حادًا بشأن الأجور والحقوق المتساوية للمرأة، وظهر ذلك من خلال رد فعلها على مسرح كوداك، ولكماتها في الهواء والتي لا تقل عن شخصية ميريل ستريب، لربما أعتقد المشاهد أنها تعطي كلمة وعظ في كورال داخل كنيسة.

وقالت أركيت:" لكل امرأة أنجبت، على كل دافعي الضرائب ومواطني هذه الأمة أن يحاربوا من أجل حقوق الجميع، حان الوقت لتحقيق الجهد والمساواة في الأجور لمرة واحدة وإلى الأبد، المساواة في حقوق النساء في الولايات المتحدة الأميركية".

ومنذ نهاية العام الماضي، لم تعد هوليوود منارة مشرقة على التطرق لهذه الجبهة، إذ كشفت قرصنة "سوني بيكتشرز" عن أن العديد من الممثلات يتقاضين أجرًا أقل بكثير من النجوم المشاركين.

لم تتقاض كل من إيمي آدمز وجينفر لورانس 7% مما تقاضاه النجوم المشاركين في فيلم "تايك أميركان هستل" مثل برادلي كوبر، وجيريمي رينر، وكريستيان بايل، رغم أنهما لعبتا دورًا كبيرًا كما أنهما مسؤولتان عن نجاح الفيلم.

وحصلت آدمز على أربعة ترشيحات لجوائز الأوسكار، في حين لورانس حصلت على أوسكار واحد صريح، ومع ذلك حصلن على أجر أقل من الذكور المشاركين في الفيلم، إلا أن ترشيحات الأوسكار وتقييم أداء النجوم الذكور والإناث، مثل دعم الفنانة أركيت وترشيحها كأفضل ممثلة، فهذا الأمر قد يساهم في إعادة التوازن بعد التحيز في الأجور.

ولم يشهد حفل توزيع الجوائز هذا العام أي نقص في العروض الداعمة للنساء.

وأثار خطاب أركيت القلق في أجواء الحفل من أن تصبح تلك القضايا جزءًا من مشهد حفل توزيع جوائز الأوسكار العادية، ليس لأن النجمة مملة أو خاطئة بالتأكيد لا، ولكن ممارسة البث في هذه القضايا سنويًا من المنصة سيجعل بطريقة أو أخرى صناعة السينما تشعر وكأنها بريئة من هذا العمل.