خطبة لاجئة يمنية وشاب فلسطيني

أعلن لاجئ فلسطيني خطبته على فتاة يمنية لاجئة في أحد مراكز اللجوء بالقرب من المدينة الساحلية لارنكا في قبرص بحضور العائلة والأصدقاء، وذلك بعد أن هربا من الصراعات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

واستطاع عشرات اللاجئين الوصول إلى قبرص أثناء هروبهم من الحروب بما في ذلك أكثر من 100 ألف وصولوا على متن القوارب من لبنان نهاية العام الماضي، وينتمي كل المهاجرين في الغالب إلى سورية وفلسطين ولبنان، وكانوا ينوون التوجه إلى اليونان، إلا أنهم وصولوا قبرص عن طريق المصادفة، بينما تتخبط اليمن في صراع دمرها، مع أكثر من 6000 قتيل قضوا منذ بدء قوات التحالف الذي تقوده السعودية بحرب جوية في آذار/مارس العام الماضي لدحر هجوم المسلحين الحوثيين.

وعقدت الخطبة في مخيم كوفينو للاجئين، والذي يأوي أكثر من 400 شخص من طالبي اللجوء في الجنوب القبرصي اليوناني، ويعاني اللاجئون هناك من صعاب عدة وسط غياب المياه وانعدم النظافة، ولكهم مع ذلك يعبِّرون عن امتنانهم للحكومة القبرصية التي رحبت بهم.


 

ويسكن في المخيم مهاجر يدعى إبراهيم يونغا (18 عامًا) نجا من مجموعة بوكو حرام في الكاميرون وقضى أشهرًا في البحر حتى وصل أوروبا، وشارك في مقهي نيقوسيا في البلدة القديمة في "نادي الإنسان" حيث يشارك فلسطيني وسوداني وكنغولي قصصهم مع الناس مع موسيقى مهدئة في الخلفية، بدعوة من منظمة غير حكومية قبرصية تدعى مكتبة الإنسان لإضافة لمسة إنسانية إلى القصص المخيفة التي تتردد في الأخبار.


ودعت المنظمة ثمانية أشخاص من قبرص التي تحتوي على أكثر من 6000 لاجئ و 2500 طالب لجوء لسرد قصصهم، وتأسست المنظمة في الدنمارك العام 200 وهي إطار إيجابي لكسر الصورة النمطية والأحكام المسبقة من خلال الحوار، وهي موجودة في قبرص منذ العام 2009.

وذكر إبراهيم أنه بعد أن هرب من خاطفيه من جماعة بوكو حرام، الذين وصفهم بالوحوش، قرر الهروب من الكاميرون على متن قارب للصيد وترك عائلته هناك قبل أن يستقل سفينة أكبر، وأشار بقوله "لقد أعتنى قبطان السفينة بنا ولم ندفع أي شيء، وأعطوني الإسعافات الأولية، ثم انتقلنا من السفينة إلى سفنية أخرى وصلت بنا إلى قبرص، يتم تقسيم فترة الاستحمام، والغرف قذرة ولكن ليست لدينا خيارات أخرى، أعتقد أن حياتي كانت قد انتهت حتى رحبت بي الحكومة القبرصية.

وأكدت ثيانو ستيلاكي، وهي امرأة قبرصية في الستينات من عمرها، أنها تأثرت كثيرًا بقصة ابراهيم، وبيّنت "نحن نسمع عن هذه الأحداث كل يوم في الأخبار، ولكن الأمر مختلف عندما نسمعها بشكل مباشر من الشخص الذي تعرض لها"، وأوضح مدرس التنس الفرنسي جيرمي الذي يعيش في قبرص "لقد بكيت بعد سماع القصص، وكانت مؤثرة ومكثفة جدًا فاضطررت إلى أخذ قسط من الراحة بعد أن قرأت قصتين منها.

وجلس في إحدى زوايا المقهى شخص سوداني يسمى كمال (42 عامًا)، رفع قبعته الصوفية كي يظهر الندبة التي خلفتها رصاصة اخترقت جمجمته عندما كانوا فارين من الحرب في السودان منذ نحو 16 عامًا، كما أشار معظم الأشخاص الذين يشاركون قصصهم إلى أن التجربة مفيدة لهم كي يشعروا ببعض الارتياح، وأن يتحرروا منها، وبعضهم الآخر يجد أن التحدث عنها بمثابة تحدٍ يجب أن يخوضوه حتى يحصلوا على مستقبل أفضل لحياتهم.