أسد البحر "رونان"

كشف مقطع فيديو عن قدرة أسد البحر "رونان" على الرقص على الأرض. ويعد رونان من أفضل الثدييات غير البشرية في تحريك رأسها. وربما يساعد الفيديو في تعليمنا سبب تطور قدرتنا الموسيقية. واعتقد العلماء لفترة طويلة أن الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الحفاظ على الوقت للموسيقى، ولكن ذلك الاعتقاد تغير منذ بضع سنوات عندما اشتهر ببغاء يرقص على كرة الثلح.

وأشارت دراسات لاحقة الى أن الشمبانزي والببغاوات لديها قدرات مماثلة، الا أن أسد البحر رونان تجاوز كل هذه الحيوانات من خلال قدرته على الحفاظ على الإيقاع وفقا لما أوضحه الباحثون في دراسة جديدة في مجلة Frontiers in Neuroscience.

ووجد بيتر كوك وأندرو روس من جامعة كاليفورنيا أن رونان يمكنه الحفاظ على الإيقاع أفضل من أي حيوان. وتابع روس "هناك الكثير من العمل تم القيام به للحفاظ على الإيقاع عامة مع استخدام نهج الرصد لمعرفة مدى قرب الحيوان مع الإيقاع الفردي، لكن لا تكشف الدراسة عن السبب الكامن وراء ذلك"، وبين روس أنه للبحث عن ىليات الدماغ المسؤولة عن الحفاظ على الإيقاع يجب " الحصول على شخص أو حيوان يتحرك مع الإيقاع ثم تغير الإيقاع فجأة وننظر إلى كيفية تكيفه مع الإيقاع، وكيف يلتزم بالإيقاع مجددا".

 ومن خلال تشغيل أغنية رونان المفضلة Boogie Wonderland by Earth و  Wind and Fire  بسرعات مختلفة ودراسة رد فعل الحيوان، أشار الباحثون إلى قدرته على التكيف مع الإيقاع المتغير، واختبر الباحثون المعادلة الخاصة بوصف البشر بقدرتهم على الحفاظ على الإيقاع وتبين أنها مناسبة لرونان.

ومن الأشياء المهمة حول رونان هو أن أسود البحر ليست من الحيوانات التي تقلد الأصوات، في حين أن جميع الحيوانات السابقة التي أثبتت قدرتها على الحفاظ على الإيقاع كانت من الأنواع التي تتمتع بمرونة صوتية. وأوضح روس أن انجازات رونان تشير إلى أن الأسس العصبية للحفاظ على الإيقاع ربما تكون قديمة وأكثر انتشارا عما كان يعتقد، موضحا ألحاجة إلى مزيد من النظر في كافة النظريات إلا أن ذلك سيفتح طريقا جديدا للاستكشاف، وألمح روس إلى أن الحيوانات لها وضع خاص لأنها لا تتعرض للموسيقى مثل البشر، فالأطفال يتحركون على ركبة أمهاتهم منذ سن مبكر ويتعرضون لأغانٍ وموسيقى من حولهم، وتابع روس " لدينا نوع من الربط بين المناطق السمعية والحركية منذ اليوم الأول، في أن الحيوانات ليست كذلك".