ارتفاع منسوب مياه البحار

حذر العلماء من ارتفاع منسوب مياه البحر الذي يمكن أن يؤدى إلى هلاك مواقع تعشيش السلاحف البحرية في جميع أنحاء العالم ، ما يعرض السلاحف إلى خطر متزايد.

وأجرى الباحثون اختبار تأثير مياه البحر على بيض السلاحف، في محاولة لمعرفة سبب قلة عدد السلاحف الصغيرة التي تظهر في جزيرة "Raine" على هامش الحاجز المرجاني العظيم، وتعتبر هذه الجزيرة من أكبر مواقع التعشيش في العالم للسلاحف الخضراء، حيث تضع ما يصل إلى 100.000 سلحفاة خضراء بيضها في الرمال هناك كل صيف.

وأعرب العلماء عن قلقهم بسبب أن 10% من البيض هو فقط الذي ينتج السلاحف، مقارنة بنسبة إنتاج 90% في مناطق أخرى من العالم، ما يشير إلى تأثير مياه البحر على البيض.

واكتشفوا أن البيض الغارق في مياه البحر لمدة تصل إلى ست ساعات لديه فرص أقل في عملية الفقس، بسبب حاجة الأجنة إلى تجميع الأكسجين من البيئة المحيطة لتجنب الاختناق، وبالنظر إلى جزيرة "Raine" المنخفضة والتي تعانى من المد والعواصف، فقد حذر الباحثون من أن ارتفاع منسوب المياه من شأنه أن يسبب مشكلة كبيرة لأنواع السلاحف الموجودة في الجزيرة وحول العالم أيضا.

وذكر العالم في جامعة "جيمس كوك" وقائد فريق البحث الدكتور ديفيد بايك "إذا ذهبنا إلى موقع أخر لسكن السلاحف وأقمنا نفس التجربة سوف نحصل على نتائج مشابهة، فهناك اهتمام كبير في جميع أنحاء العالم بتأثير ارتفاع مستوى مياه البحر وتأثيره على أعداد السلاحف البحرية، ويستغرق الأمر من 20 إلى 30 عامًا، لندرك أنه ليس لدينا العديد من السلاحف البالغة لأن السلاحف الحالية لا يمكنها إتمام عملية الفقس".

وأضاف بايك أنه من المتوقع أن تشهد أستراليا ارتفاعا في منسوب مياه البحر يقدر بـ50 سنتيمتر على مدار 100 عام قادم بسبب ذوبان القمم الجليدية والتمدد الحراري للمحيطات من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري، ما يعنى أن جزيرة "Raine" قد تختفي، موضحًا أن "هذا أمر مثير للقلق، وسوف يؤثر على مجموعات السلاحف الخضراء في جميع أنحاء المنطقة، وهو أمر قد يحدث في أي مكان أخر".

ويذكر أن السلاحف الخضراء تضع حوالي 100 بيضة في جزيرة "Raine" في المرة الواحدة، مع تكرار العملية 4 أو 5 مرات في فصل الصيف، على أن تعود إناث السلاحف التي ستعيش إلى الجزيرة باعتبارها سلحفاة بالغة وتضع البيض، وتصارع من أجل مساحة فارغة مع ألاف السلاحف الأخرى، وأي انخفاض في معدلات الفقس هو أمر مؤثر على عدد السلاحف القليل الذي سيتحمل البقاء حتى مرحلة النضوج والبلوغ، فقط واحد من كل 1000 سلحفاة صغيرة هي التي يمكنها البقاء بمجرد دخولها المياه، وذلك نظرا للمخاطر التي تواجهها السلاحف من الحيوانات المفترسة في المحيط.

وتعد السلاحف الخضراء من بين قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض عالميا، وهناك سبعة فصائل من أنواع السلاحف البحرية وهى loggerhead و leatherback و hawksbill و Kemp’s ridley و Olive ridley و flatback.