تلوث المياه بالزيوت السامة

حذرت جماعة "الخط الأخضر البيئية الكويتية" دول الخليج من الكوارث البيئية وخطورة دخول سفن إلى مياهها دون وجود رقابة بيئية، وذلك بالتزامن مع يوم الأرض الذي يصادف 22 نيسان/أبريل من كل عام.

ودعت "الخط الأخضر" الدول المطلة على الخليج إلى إيجاد سبل عملية وواقعية لانتشال منطقة الخليج من الكوارث البيئية التي تتعرض لها باستمرار والتي زادت حدتها خلال الأعوام الماضية، محذرة من خطورة دخول أكثر من 50 ألف سفينة مختلفة النوع والشكل والحجم لمياه الخليج بشكل سنوي دون أي شكل من أشكال الرقابة البيئية المباشرة والدقيقة من قبل دول الخليج، حيث تتسبب هذه السفن بمشاكل بيئية عدة تصل إلى حد إلقاء النفايات في قعر الخليج وتصريف مياه التوازن الملوثة وإلقاء الزيوت السامة.

وطالبت دول الخليج بإغلاق موانئها أمام السفن المشكوك بسلامتها البيئية وعدم إدخالها في حال عدم مطابقتها لمعايير البيئة والسلامة مع ضرورة إلزامها بمغادرة مياه الخليج فورا، مؤكدة أن الجرائم البيئية لبعض السفن تتمثل في رميها لبعض مخلفاتها في مياه الخليج ، بالإضافة إلى وجود بقع نفط تسببت بها ناقلات النفط العملاقة التي تدخل الخليج باعتباره من أهم المناطق النفطية في العالم.

ولفتت الخط الأخضر إلى أن الجرائم البيئية التي تركبها بعض السفن ووفقا لتأكيدات العديد من المتخصصين، تشكل خطرًا على البيئة البحرية والفطرية في الخليج وبالتالي قد ينتقل الخطر للإنسان الذي يتغذى على الأسماك بشكل كبير ، مشددتا إلى أن هذه الجرائم البيئية قد تسبب الكثير من الأمراض في حال عدم وضع حلول رادعة لمنع هذه السفن من تلويث البيئة.

وأشارت إلى أن الحروب الثلاث التي مر الخليج بها أدت إلى تأثر مياهه كثيرًا، فمازالت آثار التلوث موجودة عندما يتم الحفر في البحر بعمق قدمين في بعض المواقع حيث تظهر الزيوت المترسبة بسبب الحروب وهذا له أثر كبير على الثروة البحرية والسمكية وقد تضررت هذه الثروة بشكل كبير ومقلق وفقا لتقارير صادرة عن عدة جهات علمية مستقلة.

وحذرت أيضًا من ظهور دلائل تؤكّد على أن مرض الكوليرا الوبائي وانتشار البكتيريا والفيروسات مرتبط ارتباطًا مباشرًا بتصريف السفن لمياه التوازن في البحر، مشيرة إلى انه بإمكان مياه التوازن أن تنقل سلسلة كبيرة من الطحالب الدقيقة، بما فيها الطحالب السامة التي قد تشكّل طبقات متوسعة من الطحالب الضارة أو ما يسمّى "بالمدّ الأحمر".

وأكدت أنه سبق تسجيل العديد من حالات تفشّي الأمراض التي تصيب الإنسان، منها الشلل الناجم من التسمم بسبب تناول المحار الملوث والكائنات البحرية الصدفية، والتي تسبب للإنسان أمراضًا خطيرة بل وحتى الموت في أماكن مختلفة من العالم بسبب ما تلقيه السفن من نفايات ومخلفات وما ترتكبه من جرائم بيئية.