غوريلا صغيرة

 لعبت حدائق الحيوان خلال القرن الماضي، دورًا حاسمًا في إنقاذ العشرات، وربما المئات، من الأنواع المعرضة للانقراض، نظرًا لأن تلك الحدائق توفر بيئة مناسبة لتربية الحيوانات داخل أسر، مما دفع بعض الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان المطالبة بإنفاق 3٪ على الأقل من الميزانيات التشغيلية للحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض.

وأوضحت صحيفة "الغارديان" أن مؤسسة WAZA للحفاظ على الحيوانات خلال عام 2008، أن حدائق الحيوان والأحواض المائية في العالم تنفق نحو 230 مليون استرليني على جهود المحافظة في كل عام، بما في ذلك التربية داخل الأسر داخل التي توفرها للحيوانات.

يشار إلى أن الدعوة لحدائق الحيوان لبذل المزيد من الجهود الحفاظ على الحيوانات تأتي بعد تحذير العلماء منذ عشرات الأعوام من أن الأنشطة البشرية تدفع الحياة على الأرض نحو الانقراض الشامل، حيث انخفض عدد سكان العالم من الفقاريات (الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك) بنسبة مذهلة بلغت 52% من 1970-2010. خلال نفس الفترة ازداد عدد البشر على كوكب الأرض حوالي ثلاثة مليار نسمة، كما يعتقد العلماء أن أنواع لا حصر لها من المرجح تختفي كل عام.

 وتشهد حدائق الحيوان والأحواض المائية في العالم وفقا لـ WAZA 700 مليون زائر سنويًا. لكن التقرير الجديد لا يطالب فقط بزيادة تمويل الحفظ في حدائق الحيوان والأحواض المائية، ولكن أيضا لتعليم الجمهور محنة الأنواع المعرضة للانقراض في العالم، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لزيادة الوعي حول قضايا الحفظ، والتركيز على تربية الأنواع المهددة بالانقراض.

 ووجدت دراسة حديثة أن حدائق الحيوان فشلت في الحفاظ على العديد من البرمائيات المهددة بالانقراض والعديد من الفقاريات الأخرى، على الرغم من أن البرمائيات تعتبر على رأس قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض. حيث يعتقد الخبراء أن حوالي 200 نوع من البرمائيات انقرض في العصر الحديث.

وبدأت حدائق حيوان كبيرة في العالم في تطبيق برامج الحفظ بملايين الدولارات، حيث لجأت إحدى حدائق الحيوان في الولايات المتحدة بتخصيص 50 سنتًا من كل تذكرة لبرنامج الحفظ الذي يختاره الزائر، وأثبتت الفكرة شعبيتها مما دفع العديد من حدائق الحيوانات في الولايات المتحدة لاتباع تلك الطريقة.