الخنزير البري

أعادت سلالة الخنزير البري تكوين نفسها بهدوء في غابات بريطانيا لعقدين من الزمن، على الرغم من أن البيان ربما يكون تم الطعن فيه من قبل هؤلاء الذين تأثرت حدائقهم أو كانت محاصيلهم غذاء لهذا النوع من الحيوانات.

ولم تصل حتى الآن كثافة الخنزير البري إلى حد الانفجار داخل القارة، ففي فرنسا على سبيل المثال هناك مليونان من ذلك الحيوان وفق ما يقال، بينما في إيطاليا تصل الأعداد إلى ما يقرب من مليون، على أنه يعزو إيطاليا وألمانيا، وحتى السويد التي لم يكن لديها هذا النوع من الحيوانات منذ عقد من الزمان، بات لديها 150 ألف خنزير بري في غاباتها.

وترجع الزيادة غير العادية في الأعداد نتيجة تغير المناخ، فالشتاء المعتدل يساعد في إبقاء صغار الخنزير البري على قيد الحياة خلال العام الأول، في الوقت الذي تنتج فيه الأشجار هذا العام كميات متزايدة من اللوز والجوز الذي يعد بمثابة الغذاء بالنسبة إلى القطيع خلال أشهر العجاف، كما أن المزيد من الغذاء أيضًا يمنح الإناث النضج الكافي الذي يساعدها على ولادة خمسة أو أكثر من الصغار ومن ثم زيادة أعداد هذا النوع من الحيوانات في حال نجاة هؤلاء الصغار في الشتاء.

وتزداد أعداد الخنزير البري في بريطانيا، على الرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها مختلف السلطات بإعدامهم حماية للسكان.

وتشهد أربعة أماكن رئيسية زيادة في أعداد هذه السلالة من الحيوانات وهي كينت وساسكس وغابة دين في جلوسيسترشاير، وديفون وبريكون بيكونز في جنوب ويلز، كما أن هناك العديد منهم في مقاطعات إنجليزية أخرى وكذلك اسكتلندا، ولكن لم يتم التوصل إلى معرفة ما إذا كانوا متوطنين أم هاربين منعزلين من المزارع.

وبدأت إعادة التقديم غير المقصودة للخنزير البري مع رواج لحوم هذا النوع من الحيوانات خلال فترة السبعينيات، ولم يلحظ المزارعين أن بإمكان الخنزير البري القفز من أعلى الأسوار التي يصل طولها إلى مترين، أو استخدام وزنه في شق طريقهم، حيث بإمكان الخنزير البري السفر لمسافات طويلة والركض بسرعة تصل إلى 30 ميل في الساعة ما يجعل الإمساك به مهمة شاقة.