عصافير

إذا سافرت باستخدام مترو أنفاق لندن في ساعة الذروة، ستعلم أن سكان المدينة ليسوا دائما أكثر الناس استرخاء، ويمكن قول نفس الشيء على الطيور وفقا لما ذكرته إحدى الدراسات، فقد كشف الباحثون أن العصافير في المدينة تكون أكثر عدوانية من نظرائها في الريف.

وأوضح علماء الأحياء من معهد "بوليتيكنيك" في فيرجينيا وجامعة "فيرجينيا تيك" أن هذا السلوك العدواني لا ينجم عن نقص الموارد في ظل وجود الحد الأدنى من الغذاء، ولكن الواقع هو العكس، حيث أن وفرة المواد الغذائية في المدينة مع كثرة الناس الذين يطعمون الطيور هي السبب وراء سلوكهم العدواني.

وأشار الباحثون إلى أن الطيور تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية في الدفاع عن المنطقة التي يتوفر فيها الكثير من المواد الغذائية لأنها قيمة للغاية بالنسبة للطيور أو لأنها منطقة جاذبة للكثير من اللصوص أو ربما لأن الطيور لديها المزيد من الوقت للدخول في معركة خصوصًا أنهم لا يبحثون عن الطعام.

وبيّنوا وجود عوامل اجتماعية ومادية أخرى مثل توفر المساحة لبناء العشش، وهو عامل لا يرتبط بمستويات السلوك العدواني لدى الطيور، وبالنسبة للدراسة التي نشرت في دورية "journal Behavioural Ecology"، فقد وضع الباحثون مكبرات الصوت الموسيقية في مجموعة من المناطق الحضرية والريفية، وتم تشغيل أغنية للعصافير بصوت عصفور ذكر، وتمت مراقبة استجابات العصافير الذكور الأخرى إلى التسجيلات، مع ملاحظة عدد مرات اقترابهم أو هجومهم على مكبرات الصوت.

وأظهرت النتائج أن العصافير الذكور في المناطق الحضرية التي تحظى بتوفر مزيد من الطعام كانوا أكثر عدوانية عن نظرائهم في المناطق الريفية، وعندما قدم الباحثون المزيد من الطعام في المناطق الريفية اكتشفوا ارتفاع مستوى العدوان.

وذكرت الباحثة سارة فلوتز أن "إعطاء الطيور الغذاء بوفرة قد يجعلهم متفرغين بشكل أكبر للدفاع عن أراضيهم حيث تحتوى الأرض على موارد عالية القيمة ممثلة في الطعام الوفير، وعندما وضعنا المزيد من الطعام تعرضت الأراضي لزيارات كثيرة من الطيور، ما جعل استجابات الطيور أكثر عدوانية دفاعا عن كثرة عدد الزوار غير المرغوب فيهم".

وأضافت فلوتز "لا توجد مميزات أخرى في المناطق المحلية على علاقة بالسلوك العدواني، فالطيور التي تحظى بالمزيد من الجيران أو القليل من مواقع التعشيش في أراضيهم لم يكونوا أكثر أو أقل عدوانية من هؤلاء العصافير الذين يعيشون في مناطق أقل كثافة مع الكثير من العشش".