البطاريق

كان يعتقد بشكل واسع أن طيور البطريق تبقى دافئة عن طريق تناوب الخروج والدخول من قلب دائرة التجمع التي تشكلها، لضمان أن جميع الأفراد تمت تدفئتها، خلال هبوب العواصف الثلجية في القطب الشمالي.

لكن العلماء في جامعة ستراسبورغ في فرنسا، وجدوا أخيرا أن التجمعات تنظم درجات حرارة الطيور بطريقة أكثر تعقيدا، لدرجة أن بعض البطاريق تنشق عن تلك الحلقة لتبريد أجسامها.

وجد بعض الباحثين أن بعض طيور البطريق تعاني من ارتفاع شديد في درجة حرارة أجسامها نتيجة التقارب الشديد بينهم، ما يضطرها لأكل الثلج حتى تبرد أجسادها.

واكتشف الخبراء أيضا أن هذا التكدس أكثر تعقيد مما كانوا يعتقدون سابقا، فيدوم في المتوسط ​​50 دقيقة في كل مرة. وقد أشارت تقديرات سابقة إلى أن البطاريق تتجمع منحنية للأسفل طوال فترة العاصفة، التي يمكن أن تستمر ساعات.

ودرس الباحثون مستعمرة "بوانت جيولوجي أرخبيل" في القارة القطبية الجنوبية، التي ضمت ما يقرب من 3000 زوجا فقط خلال مواسم تكاثر 2005 و2006 و2008، وأحصى الخبراء الطيور وصوروا تحركاتها.

ووجد الباحثون أنه مع انخفاض درجات الحرارة، تتجمع الطيور بإحكام، بحيث يتقوقع 10 طيور بطريق في مساحة متر مربع واحد، لمساعدة بعضها على البقاء على قيد الحياة في الظروف الباردة مثل -89.2 ° س، من خلال الحفاظ على الطاقة.

وجاء بالدراسة أن "النمو المنتظم للتجمع يمنح نبضات للطيور، للحفاظ على أو فقد الحرارة، والمقترح أصلا لحساب الحد من استهلاك الطاقة، حيث يظهر مفهوم الحرارة الاجتماعية لتغطية ظاهرة ديناميكية للغاية تؤدي وظيفة تنظيمية حقيقية في طيور البطريق".

وقال المشرف على الدراسة أندريه أنسل: "إن تفكيك الحلقة يصاحبه أحيانا ضباب من الهواء الدافئ الذي يعلو المستعمرة، ما يعمل على تبديد البرودة".