حشرة تسمى سيرفيدية والتي تظهر وكأنها بوجه وعيون وفم متدل ويحيطه الشعر

تبدو الحشرات التي يراها الإنسان في العادة من هياكلها الخارجية الناعمة والبراقة، ولكن مجموعة جديدة من الصور تكشف حقيقة هذه الوحوش الصغيرة، وتوضح الشعر والفراء السميك والريش الذي يغطي أجسادها، وذلك بعدما جذب عالم الحيوانات الصغيرة وتفاصيلها مصور الحياة البرية الهاوي الروسي فاسيلي مينشوف، لينتج سلسلة من الصور الفوتوغرافية الكلية التي تكشف طريقة مختلفة عن الطريقة التي يرى بها الإنسان تلك الحشرات.

ويعمل فاسيلي مهندسًا معماريًّا ويحب التصوير، واستطاع أن يلتقط سلسلة من هوائيات الشعر للبعوض وريش الفراشات الناعم وظهور الحشرات الأخرى، وشملت المناطق التي صوَّر فيها موسكو، وجزيرة بالي الإندونيسية، وبونتا كانا في جمهورية الدومينيكا، ومدينتي تنريفي، وبرشلونة في إسبانيا، ليتلقط التفاصيل المذهلة والمعقدة التي يغفلها البشر أحيانًا.

واستطاع فاسيلي أن يلتقط في إحدى الصور فراشة تكشف عن شعرها الشفاف الذي يتبعثر فيه الضوء الأبيض إلى موجات أقصر ليعطي الأشكال الزرقاء والخضراء الجميلة، فيما إحدى الصور التقطت ذكر العنكبوت الذئب وهو جاهز للقتال، وأخرى جسدت ذكر البعوض، الذي يمتلك شعيرات حساسة هوائية خاصة به تساعده في الكشف عن الاهتزازات عالية النبرة من أجنحة الإناث، بينما تميل هي إلى امتصاص الدم لتوفير البروتين اللازم لبيوضها.

والتقطت عدسة الكاميرا أيضًا حشرات أخرى مثل خنفساء وحيد القرن، والنحل، والذباب، والدبابير، والتي استطاعت مشاريع سابقة أن تسلط الضوء على مميزاتها وأصبحت معروفة على نطاق واسع، بينما أصبحت صورة حشرة سيرفيدية بمثابة الخيال العلمي، واستخدم مينشوف تصوير ماكور ونشر صور بقياس 500 ميغا بكسل للوحوش الصغيرة.

وتمكنت إحدى الصور أن تلتقط صورة لذبابة شجاعة وقوية في لحظة نادرة بعد أن فقدت هذه الحشرات على مدى ملايين السنين المجموعة الثانية من أجنحتها، ولكنها استطاعت أن تتكيف وتعيش بمجموعة واحدة تمامًا، ولعل أغرب الصور تعود للعثة ولليرقات من خنفسات السلحفاة التي تبنى درعًا واقيًا لها من البراز الخاصة به الذي يتصلب يكون حولها درع يحميها من المفترسات.