يوم الأرض حدث عالمي لمكافحة التلوث


يعد "يوم الأرض" حدثًا سنويًا للاحتفال بالكوكب ورفع مستوى الوعي العام حول مستويات التلوث عليه، ويتزامن مع يوم 22 أبريل/نيسان من كل عام، الذي يشهد مسيرات ومؤتمرات وأنشطة في جميع أنحاء العالم.


وقد بدأ الاحتفال بيوم الأرض بوصفه حركة شعبية، خلقت نوعًا من التأييد الدولي لإنشاء وكالة لحماية البيئة باسم (EPA)، وساهمت هذه الحركة في إقرار قانون "الحق في الهواء النظيف" وقانون "تحسين نوعية المياه" وقانون "الأنواع المهددة بالانقراض" والكثير من القوانين البيئية الأخرى.
واقترح فكرة يوم الأرض السيناتور الأميركي جايلورد نيلسون من ولاية ويسكونسن، والذي توفي العام 2005.


وكان أول "يوم أرض" العام 1970، بعدما رأى السيناتور نيلسون الأضرار التي سببها التسرب النفطي الهائل في سانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا العام 1969، وكانت هذه النقطة مصدر إلهام لتنظيم حركة عالمية ترتكز على تثقيف الملايين حول العالم بأهمية الحفاظ على البيئة.


وتمكن نيلسون ومعه مجموعة مكونة من 85 موظفًا، من حشد 20 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 20 أبريل/نيسان العام 1970، ونظمت الجامعات احتجاجات وتجمع الكثير من الناس في الأماكن العامة؛ للحديث عن البيئة وإيجاد وسائل للدفاع عن كوكب الأرض.


وضمّت الحركة وقتها المجموعات التي كانت تحارب ضد مخاطر تسرب النفط وتلوث المصانع ومحطات الكهرباء ومحطات الصرف الصحي والنفايات السامة والمبيدات الحشرية والطرق السريعة وفقدان الغابات وانقراض الحياة البرية، إذ أدركوا أنهم جميعًا يعملون من أجل قيم مشتركة.


وفي العام 1995، منح الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون السيناتور نيلسون ميدالية الحرية الرئاسية، لكونه مؤسس "يوم الأرض"، وكان هذا هو أعلى تكريم يعطى للمدنيين في الولايات المتحدة.


وواصلت حركة يوم الأرض النمو على مر السنين، وفي العام 1990 أصبحت حركة عالمية، يشارك فيها 200 مليون شخص في 141 بلدًا حول العالم، بينما تضم حركة "يوم الأرض 2000" الآن 5 آلاف جماعة بيئية و184 بلدًا.
ونظمت الحركة حملات كبيرة ركزت على ظاهرة الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.


وفي هذا الإطار، أكد المنسق العام للحركة: لقد اعترف قادة العالم في كيوتو في اليابان، في نهاية العام 1997 بحقيقة أن السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري انبعاثات الكربون من استهلاك الوقود الأحفوري، وأنه يجب عمل شيء للتصدي لتلك الانبعاثات الهائلة الضرر.
وفي العام 2010، بمناسبة الذكرى الـ40 ليوم الأرض، تجمع 225 ألف شخص في مسيرات من أجل المناخ، وأطلقت شبكة يوم الأرض حملة لزراعة مليار شجرة، الأمر الذي تحقق بالفعل العام 2012، وفقًا للمنظمة.


وبالرغم من مرور أكثر من 40 عامًا على ذكرى فكرة يوم الأرض، إلا أن هذا اليوم لا يزال يلعب دورًا شديد الأهمية في مجال الحفاظ على البيئة؛ لأنه يذكر الناس بالتفكير في القيم الإنسانية والتهديدات التي يواجهها كوكب الأرض، كما يقدم سبل للمساعدة في حماية البيئة.
ويوضح منسق التوعية في جامعة كاليفورنيا ميا ياماغوتشي: هناك الكثير والكثير من الأشياء التي يمكن أن يفعلها كل شخص لتقليل الآثار الضارة بالبيئة، الأمر الذي يجعل هذا الشأن مختلفًا حقًا عن مخاوف أخرى لا يمكن حيالها فعل الكثير، مثل مشاكل السياسة الخارجية، فهنا مثلاً يمكن تحسين كفاءة استهلاك السيارة للوقود بالنسبة لكل شخص، وهذا وحده يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا جدًا بالنسبة إلى البيئة.


وفي كل عام تنشط الكثير من الشركات والأفراد لخلق مشاريع جديدة ومبادرات وحملات لحماية البيئة على كوكب الأرض، منها مشاركة الأطفال في كثير من الأحيان في احتفالات يوم الأرض عبر مشاريع مدرسية لرفع الوعي منذ سن مبكرة.


وتقدم الأنشطة معارف للتلاميذ خاصة بترشيد استخدام الموارد الطبيعية وحماية البيئة من خلال مسابقات إلقاء الخُطب، ومعلومات عن الكرة الأرضية، وغيرها من الوسائل المتنوعة.


وأخيرًا فإن مراعاة الفرد المحافظة على صحة البيئة من خلال ممارساته اليومية تشكل اعترافًا حقيقيًا منه بأحقية كثيرين آخرين أن يشاركونه الحياة على هذا الكوكب، كما أن اتباعه نهج صالح خلال حياته اليومية تكون من أولوياته الحفاظ على البيئة، قد يصنع عاملاً كبيرًا في التخفيف من الأضرار التي ارتبطت بالكثير من الأنشطة البشرية التي أثقلت كاهل الأرض.