الفلسطيني محمد جمال خويص

أكّد القاضي الفيدرالي في واشنطن العاصمة، الجمعة، أن قضية "الداعشي" الأميركي الفلسطيني محمد جمال خويص “26 عاماً” “غير عادية”، حكم عليه بالسجن 20 عاماً، وخاطبه “لا يوجد في سجلك عمل معين قمت به، ولا يوجد دافع معين لك، ولا توجد خطة لعملية انتحارية لك، ولا يوجد صديق أثر عليك فيما تؤمن به”، وفي المرافعة الأخيرة، قال محاميه إن خويص “ينتمي إلى عائلة مستقرة علمانية”، وإنه كان يعمل سائق تاكسي لدعم مصاريف دراسته، وإنه حصل على شهادة في العدالة الجنائية، وحتى عندما أدمن المخدرات خلال الأعوام القليلة الماضية، “لم يكن أبداً عنيفاً، ولا يوجد ما يدل على أنه يؤمن بأفكار متطرفة، ولا حتى كان كثير الاهتمام بالدين”.

وأرسل  خويص إلى القاضي خطاباً من السجن، قال فيه إنه أحس بالخطأ عندما وصل إلى سورية، مشيرًا إلى أنّه "كرهت نفسي بسبب ما فعلت؛ كان أسوأ ما فعلت، دمرت حياتي وحياة عائلتي”، وفي الجانب الآخر، قال الادعاء “إن خويص كذب في شرح أسباب سفره إلى سورية، مرة قال إنه كان مخموراً، مع آخرين، على حدود تركيا وسورية، عندما عبروا الحدود؛ ومرة قال إنه يريد “الجهاد”؛ ومرة قال إن حساباته الكثيرة في “تويتر” كانت لتحاشي قراصنة الإنترنت، وليس لتحاشي الاستخبارات الحكومية”.

وقال المدعى العام في القضية، دينيس فتزجيرالد، إنّ “المتهم كذب مرات كثيرة؛ إنه متطرف أكثر مما يعترف”، وفي الجانب الآخر، قال فتزجيرالد إن خويص قدم “معلومات مفيدة” عن “داعش”، منها معلومات عن 4 داعشيين غربيين قابلهم في سورية، ومنزل “داعش” الذي سكن فيه في سورية، واختبار مرض الإيدز الذي أجرته “داعش” على المتطوعين من الغرب، وحتى أسئلة عن حجم الحذاء قبل التكليف بعملية تفجيرية، وفي العام الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق اعتقلت خويص عندما كان يحارب مع “داعش”، وقال للصحيفة هاريسون واينهولد، من أصدقاء خويص، إنه لا يصدق أن صديقه انضم إلى “داعش”، وأضاف: “أول مرة رأيت صورة مو “محمد” في التلفزيون، عرفته، لكنى فوجئت وصدمت، وقلت لنفسي: هذا لا يمكن أن يكون مو؛ كان مو عادياً بدرجة لا تصدق”.

وكشف واينهولد أنّ والد خويص يعمل سائق سيارة ليموزين للإيجار، وتعمل والدته في محل لتجميل النساء، ويرتدي هو أحسن الملابس والأحذية، وهو “في المدرسة الثانوية، حيث كنا صديقين، لم يكن مسلماً متديناً، رغم أن بعض الطلاب المسلمين كانوا كذلك، بل على العكس، كان يتندر كثيراً على الناس، وأحياناً على المسلمين المتدينين”، وفي ذلك الوقت، نقل تلفزيون “إن بي سي” صور صحافيين وكاميرات تلفزيونية أمام منزل عائلة خويص في ألكساندريا “ولاية فرجينيا”، من ضواحي واشنطن العاصمة، لكن رفض والده “جمال خويص” الحديث إلى الصحافيين، واكتفى بالقول: “كبر ابني في السن، ولا أعرف أين هو، وهو مسؤول عما يفعل”، وقالت القناة التلفزيونية إن الابن ولد في الولايات المتحدة، بينما هاجر والداه “أب فلسطيني وأم عراقية” من الموصل إلى الولايات المتحدة في نهاية القرن الماضي، ونقلت وكالة “أسوشيتيتد برس” قول مقاتلي البيشمركة الأكراد إن خويص قال لهم إنه دخل العراق عن طريق تركيا، وذهب إلى الموصل، ويحمل رخصة قيادة سيارات من ولاية فرجينيا، وإنه يحمل مبلغاً كبيراً من المال. وفي وقت لاحق، أفادت مصادر إخبارية بأن خويص ذهب إلى الموصل لزيارة أهل أمه العراقية، لكن لم تفسر هذه المصادر سفر خويص إلى سورية.