نائب رئيس الموساد رام بن باراك

خدم سبع سنوات في وحدة"سيرت متكال" النخبوية الخاضعة لقيادة هيئة الاركان الاسرائيلية مباشرة لينتقل بعدها الى صفوف جهاز الموساد السري ويبقى ضمنه ثلاثين عاما انتهت بطموح لم يتحقق بعد ان رفض نتنياهو تعينيه رئيسا لهذا الجهاز الاستراتيجي منهيا بذلك عمله في الموساد ومقدما استقالته .

انه "رام بن باراك" الذي قدمته القناة الثانية بالطريقة سالفة الذكر في مستهل لقاء تلفزيوني مطول تحدث فيه اليوم " السبت " عن خدمته في الموساد ولحظات الشعور بالخوف المميت التي قلما ترجمت كلحظات خطر حقيقية .

" لقد خاب املي وشعرت بخيبة كبيرة تماما كأي شخص خدم 30 عاما ويطمح لتولي قيادة الجهاز" اختصر بن براك مشاعره من عدم تعينه رئيسا للموساد كما كان يأمل ويعتقد كونه الاقدم والأكثر خبرة ونائبا لرئيس الجهاز عمل في السر وبعيدا عن الاضواء فترة طويلة.

"كانت لدي فرصه جيدة جدا للمنافسه على المنصب حتى اللحظة الاخيرة وانا اعتقد ان نتنياهو تردد في اتخاذ القرار حتى اللحظات الاخيرة وهذا التردد شرعي " اضاف نائب رئيس الموساد السابق الذي تلقى نبأ عدم تعيينه لحظات قليلة فقط قبل اعلان نتنياهو تعيين "يوسي كوهن" رئيسا جديدا لجهاز الموساد.

"ترافقت الخدمة في الموساد وارتبطت بمخاطر كثيرة وجدية وقد واجهت خطر الاعتقال اكثر من مرة وعشنا في المواد لحظات كثيرة شعرت فيها بخوف قاتل ومميت لكنني واجهت خطر الموت الفعلي مرات معدودة " قال بن باراك ردا على سؤال للقناة الثانية .

تجسد الخوف الحقيقي في خطر الاعتقال وتحول هذا الخوف الى واقع في احدى العمليات التي نفذتها في دولة معادية " عربية " في تسعينيات القرن الماضي حين تم اعتقالي من قبل الشرطة المحلية في هذه الدولة ورغم اطلاق سراحي وعودتي الى اسرائيل انتشرت اخبار العملية في ارجاء العالم وسببت احراجا وإرباكا كبيرا لإسرائيل .

ووضعت هذه الحادثة " بن براك" واستمرار خدمته في الموساد موضع تساؤل كبير لكن بعد عدة اسابيع من هذه الحادثة وخلافا للكثير من قواعد العمل المرعبة في الموساد تقرر السماح له بالعودة للخدمة الميدانية التنفيذية .

ووصف بن براك واقعة الاعتقال وعودة للعمل بغير المألوفة والاستثنائية قائلا "ينفذ الموساد عشرات العمليات لكن 99:95 من هذه العمليات تبقى سرية وطي الكتمان لكن في بعض الاحيان تقع حوادث مثل عملية اعتقالي الذي اضطرتني الى تغيير شكلي الخارجي لكن الجهاز قادر على التعايش ومواجهة مثل هذه الاحداث ".

ورفض " بن براك" الاجابة على سؤال يتعلق بعملية اغتيال " محمود المبحوح" التي وقعت في يناير 2010 في " دبي" وقال محاولا  الظهور بمظهر غير العارف والذي لا معلومات له " تقصد العملية التي قامت بها المخابرات السويسرية؟ انا شخصيا لا اذكر عملية مثل هذه وأنا لن اتطرق خلال هذا اللقاء لأي عملية محددة ".

ورغم هذه الموقف المتشدد اظهر " بن باراك"استعداد لتقديم بعض التفاصيل المتعلقة بالقدرات التكنولوجية الخاصة بهذه العمليات قائلا " تضع التكنولوجيا المتطورة التي يستخدمونها بهدف اكتشاف هويتك وفضح امرك عوائق كثيرة ومن الناحية الاخرى هناك ايضا تحسن كبير في التكنولوجيا التي نستخدمها ".

وتتحول المعركة التكنولوجية كما يستشف من اقوال نائب رئيس الموساد مع مرور الايام الى اكثر جدية وجذرية وأهمية وكذلك الامر بالنسبة لمواجهة البرنامج النووي الايراني الذي احتل موقع الصدارة في اولويات واهتمامات الاجهزة الامنية الاسرائيلية عموما والموساد على وجه الخصوص لفترة طويلة جدا .

وقرر " بن براك" الاختصار والامتناع عن الاجابة او تقديم اجابات واضحة بالنسبة لهذا الملف ايضا .

وقال بن براك فيما يتعلق بدور اسرائيل في تصفية العلماء الايرانيين وضرب منشات ومنظومات حيوية بالنسبة لبرنامج ايران النووي "ستقوم اسرائيل بكل ما يلزم لأجل منع امتلاك ايران قدرات نووية ".