انتشار وباء "إيبولا"

حذرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء من التراخي الدولي تجاه انتشار وباء "إيبولا" القاتل في أفريقيا، ودعت إلى سرعة التخلي عن هذا التراخي.واستهلت الصحيفة افتتاحيتها –المنشورة على موقعها الألكتروني- بالقول إن وباء إيبولا يجتاح الآن غرب أفريقيا مما شكل هناك كارثة صحية عامة، لذلك يجب أن يكون رد العالم عليه أشبه بالتعامل مع قرب قدوم رياح موسمية خطيرة أو انفجار بركان مفاجئ.
ووصفت الصحيفة التراخي الدولي في التعامل مع هذا الوباء بـ"الخطير والخاطئ". وقالت:" إن الكارثة تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب أفعال من يعانون منها على أرض الواقع ولامبالاة من يعيشون بعيدا عنها".


وأفادت بأن منظمة الصحة العالمية أصدرت تقييما قاتما وصادما عن انتشار الوباء في ليبيريا - وهي الدولة الأكثر تأثرا بالوباء من جيرانها الأربعة الذين انتشر بداخلهم - حيث لقى نحو ألف مريض حتفه بسبب هذا الوباء، فضلا عن اصابة أكثر من ألفى حالة أخرى، حيث قالت منظمة الصحة العالمية " إن ليبيريا تشهد ظاهرة لم يسبق لها مثيل في الدول التي تفشى بها إيبولا". كما أعلنت المنظمة أن" أعداد الاصابات الجديدة تزداد بشكل سريع يفوق القدرة على إحتوائها وعلاجها بداخل المراكز المحددة لعلاج الوباء".


ووصفت الصحيفة هذه الأنباء بـ"السيئة" لا سيما في ظل عدم وجود لقاح مضاد للفيروسات، إذ لا تزال الطريقة الوحيدة للسيطرة عليه متمثلة في فرض طوق حول المصابين ومنع انتقال سوائل الجسم التي ينتشر من خلالها المرض، وهي طريقة قابلة للتنفيذ في القرى الصغيرة أو الأماكن المعزولة، بيد أن هذا الوباء تفجر أيضا في المدن الكبيرة، فيما تسبب التقاعس والتراخي من قبل الحكوماتـ في التعامل مع الوباء، وكذلك الخوف والشك والذعر بين السكان، في انتشار الفوضى وعدم النظام خلال جهود مكافحة الوباء / على حد قول الصحيفة/.
ورجحت (واشنطن بوست) أن تشهد ليبيريا وحدها ظهور آلاف الحالات الجديدة المصابة بوباء إيبولا خلال الأسابيع القليلة القادمة، وقد يمتد ذلك إلى عشرات الآلاف، فيما يُتوقع أن يموت نصف هؤلاء المصابون.


من جانبه، أكد فريق منظمة الصحة الدولية في العاصمة الليبيرية "مونروفيا" أن الاقاليم المحيطة بالعاصمة تحتاج لنحو الف سرير لعلاج المرضى، فيما توفر المؤسسات الصحية هناك نحو 240 سريرا فقط، وأنها في انتظار 200 سرير آخر، بينما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم الدعم والمساعدة وطالب الكونجرس بمنح ليبيريا المزيد من الأموال لمكافحة الوباء.
وأضافت "واشنطن بوست":" أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عزمها نشر 25 مستشفى ميدانيا في ليبيريا بتكلفة تقدر بـ22 مليون دولار، فيما تعهدت بريطانيا بإرسال 62 مركزا صحيا متنقلا سيدخل حيز التنفيذ خلال ثمانية أسابيع، ولكن مع ذلك تعتبر جميع هذه المساعدات قليلة للغاية وسط سرعة اجتياح هذا الوباء، والحاجة إلى مئات العاملين في قطاع الصحة".