الحكومة الإسرائيلية

نبّه مسؤولون أميركيون بارزون، الحكومة الإسرائيلية، إلى أن العلاقات الاقتصادية الآخذة في التنامي السريع والاستراتيجي بين إسرائيل والصين يمكن أن تؤدي إلى أزمة مع الولايات المتحدة. وقال أحدهم، وفق مسؤول في تل أبيب، إن المسألة باتت مسألة وقت، حتى ينفجر الأميركيون في وجه إسرائيل جراء تطور علاقاتها بالصين، خصوصاً في ظل الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين.

ونُقل عن مسؤول أميركي قوله لأصدقاء إسرائيليين إن الرئيس دونالد ترمب «يضع التطورات في شرق آسيا على رأس سلّم أولويات واشنطن. فإذا كان هناك ما قد يُغضب ترمب من (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو فهو موضوع علاقاته الغريبة مع الصين».

وقالت مصادر في تل أبيب إن هذه ثاني موجة من التحذيرات التي تصل إلى إسرائيل من واشنطن.

 فقبل شهرين، نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية تحذيرات أخرى من جنرالات أميركيين متقاعدين في مؤتمر مع نظرائهم الإسرائيليين، حيث أثاروا تساؤلات إزاء القرار الإسرائيلي بتوكيل شركات صينية ببناء مشاريع بنى تحتية ضخمة في البلاد، وضمنها ميناء حيفا العسكري.

 وكان أحد المشاركين في المؤتمر قد طرح إمكانية أن يقاطع الأسطول السادس الأميركي قاعدة سلاح البحرية في حيفا، وذلك بسبب تدخل الصين في بناء الميناء المدني هناك. وكتبت الصحيفة أنه يتضح، اليوم، بناءً على محادثات مع وزراء ومسؤولين إسرائيليين كبار زاروا واشنطن في الشهور الأخيرة، أنهم فوجئوا بشدة غضب نظرائهم في إدارة ترمب حول هذه المسألة.

ونقل عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله إن «الأميركيين استشاطوا غضباً» خلال اللقاء معهم، كما طالبوا بضمانات من تل أبيب لعدم استغلال الصين هذه المشروعات في إسرائيل من أجل تحسين مكانتها الاستراتيجية وقدراتها الاستخبارية. وأضاف هذا المسؤول أن الأميركيين لم يقتنعوا بالأجوبة التي قدمتها إسرائيل.

وكتبت «هآرتس» أنه في إحدى المحادثات، قال مسؤولون أميركيون لنظرائهم الإسرائيليين إن «الولايات المتحدة لا تستطيع أن تكون صديقة لدولة تقوم الصين ببناء موانئها». 

ورغم أن «الحديث كان عن دولة أخرى، إلا أن إسرائيل استوعبت الإشارة».

وكان مسؤول أميركي في البيت الأبيض قد تحدث مع وفد إسرائيلي، قبل أسابيع، قد أضاف أن هذه المسألة أثارت غضباً في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ووزارة الخزانة، ومكتب نائب الرئيس، مايك بنس، بيد أنها لم تطرح بعد على جدول أعمال الرئيس ترامب.