مساعٍ أميركية لخفض التوتر الفلسطيني

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة، عن مساعٍ أميركية لخفض التوتر مع السلطة الفلسطينية، التي تتمسك في المقابل، برفض التعاطي مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. وأشارت إلى أن واشنطن قررت إرجاء طرح مبادرتها للسلام المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن"، في وقت شدد السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة مانويل حساسيان على أنه لن يكون هناك حل للأزمات الإقليمية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".

وتحدث حساسيان في ندوة أقامها أصدقاء فلسطين في "حزب العمال" البريطاني، في مبنى البرلمان البريطاني، شارك فيها رئيس الحزب جيرمي كوربان، الذي استعرض أسباب جمود عملية السلام ومتطلبات تحريك العملية السلمية.

وأكد أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو المسبب لجميع المشكلات في منطقة الشرق الأوسط ، وقال إنه لن يكون هناك سلام من دون إيجاد حل له ، ورأى أن الفلسطينيين انجروا إلى عملية سلام مدمرة لم تجلب لهم سوى المزيد من المستوطنات، موضحاً أنهم بدأوا في البحث عن نهج جديد لعملية السلام بعد أن فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها في لعب دور الوسيط، وقال إن الحل الآخر يكمن في العودة إلى القانون الدولي ومجلس الأمن.

وألقى حساسيان محاضرة أمام طلاب كلية لندن، تحدث فيها عن متطلبات تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وعن حل الدولتين أو الدولة الواحدة وتأثيره في السلام في المستقبل، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مسؤولين فلسطينيين كبار أن الموقف السياسي للرئيس محمود عباس (أبو مازن) والمقربين منه في السلطة، يعتمد الآن على استراتيجية من ثلاث "لاءات" مطلقة، هي: لا لمحاولات الولايات المتحدة استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع السلطة، لا لـ "صفقة القرن"، ولا لمحاولات واشنطن ودول أخرى خصوصًا أوروبية جعل الفلسطينيين يوقفون الانتفاضة الديبلوماسية ضد إسرائيل من خلال الانضمام إلى المنظمات الدولية.

وأبلغت المصادر الصحافية بأن جهات رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية تحاول منذ أسابيع خفض التوتر مع الفلسطينيين من خلال منحهم وعودًا، ومحاولة عقد اجتماعات بين عباس والمقربين منه وكبار المسؤولين الأميركيين وفي مقدمهم مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، إلا أن أبو مازن يتمسك بموقفه ويرفض مقابلة غرينبلات أو أي من رجال ترامب حتى يعلن الأخير تراجعه عن قرار القدس.

وأضاف المسؤولون الفلسطينيون، أن هناك قطيعة سياسية كاملة بين رام الله وواشنطن، وأكدوا أنه منذ أسابيع عدة، تحاول جهات رفيعة في الخارجية الأميركية، خفض مستوى التوتر مع الفلسطينيين من خلال وعدهم بسلسلة من اللفتات ومحاولة عقد اجتماعات بين أبو مازن وكبار المسؤولين الأميركيين، إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية يتمسك بموقفه ويرفض مقابلة أي عضو في فريق ترامب قبل أن يعلن تراجعه عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».

ونشر موقع "ديبكا" الإخباري الإسرائيلي تقريرًا مساء الخميس، كشف فيه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر تأجيل طرح مبادرته للسلام في الشرق الأوسط لمدة عام أو عامين لأنه اقتنع بأنه ليس الوقت المناسب لطرحها، وأفاد التقرير بأن ترامب قرر أن يشطب مبادرته للسلام من جدول أعماله الحالي إلى أجل غير محدد، من دون أن يعني الأمر أي تغيير في موقفه من القدس، ولفت إلى أن الرئيس الأميركي لم يعلن قراره رسميًا، بل طلب من غرينبلات أن ينقله إلى المشاركين في مؤتمر غزة الذي عُقد في البيت الأبيض قبل أيام، وعندما سأل المندوبون الأخير متى سيعاود الرئيس إحياء تلك المبادرة؟ أجاب: ليس قبل عام أو عامين.