المسجد الأقصى المبارك

شرعت سلطات الإحتلال بتهويد أسماء بوابات المسجد  الأقصى المبارك وأسواره واستبدالها بأسماء عبرية إسرائيلية، إذ علّقت إعلانات على تلك الاسوار والبوابات تحمل أسماء توراتية وعلى رأسها الهيكل اليهودي المزعوم الذي تسعى الجماعات الاستيطانية لتشييده على انفاض الحرم القدسي الشريف.

ووضعت سلطات الاحتلال مؤخرًا إعلانات تهويدية ضخمة عند أبواب السلسلة والحديد والمغاربة، وكان آخرها عند باب المجلس "الناظر"، تحمل اسم "جبل الهيكل" باللغة العبريّة، إضافة إلى أسماء مواقع أخرى مثل "المبكي الصغير"، "الحائط الغربي الصغير".

بدوره، أكّد رئيس مجلس الأوقاف الاسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، أنَّ الإعلانات التهويدية التي علقت مؤخرًا عند مدخل باب الناظر، هى إحدى اليافطات التي علقت على أبواب المسجد الأقصى المبارك، معتبرًا ذلك أنَّه يأتي ضمن سلسلة الإجراءات التهودية التي تنفذها سلطات الإحتلال في مدينة القدس عامة.

ووضع سلطات الإحتلال الإعلانات التهويدية التي تحمل أسماء يهودية توراتية، مثل "جبل الهيكل" كاسم يهودي للمسجد الاقصى، يشير من وجهة نظر أهالي القدس على أن الجماعات الاستيطانية تسير في طريقها نحو إقامة الهيكل اليهودي على انقاض الاقصى أو على جزء منه.

وأشار سلهب، إلى أنَّ سلطات الإحتلال ومؤسساتها تتبع سياسة تهويدية تدريجية، بغية بسط سيطرتها وتكريسها في مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص، وتزييف تاريخ وواقع إسلامية وعروبة المدينة.

وأضاف أنَّ "إسرائيل تحاول تضليل الزائر لهذه المدينة، بأنَّها ليست لها علاقة بالمسلمين ولا بالتاريخ الاسلامي، وهذا أمر خطير جدًا ويجب على الجميع أنّ يقف في وجه هذه المحاولات وإفشالها".

وشدّد في تصريحات صحافية اليوم الجمعة، على أن إسرائيل ماضية في تهويد القدس وتغيير مسميات الشوارع ووضع اليافطات الجديدة، إضافة إلى عزل القدس عن امتدادها واستهداف سكانها من خلال فرض الضرائب عليهم وتنفيذ لاعتقالات بحقهم، ناهيك عن محاولات تجهيل الأجيال المقبلة من خلال تحريف المناهج وتزويرها.

ومن جهته، قال خبير الاستيطان في القدس هايل صندوقة، أنَّ وضع الإعلانات التهويدية الباطلة على أبواب المسجد الأقصى هى إحدى الخطوات التهودية للمسجد، فإسرائيل تعمل دائمًا على تمهيد الظروف وتطبيق مخططاتها بشكل تدريجي، وسلطات الإحتلال تشير إلى أنَّ الأقصى هو "جبل الهيكل" ويقومون بكتابها ونشر ذلك في وسائل إعلامهم لترسيخ الاسم، وللأسف نجحت في ذلك وعكست الاسم المزور للأقصى في العالم الغربي، وبالتالي طمس المعالم العربية والاسلامية.

واستشهد صندوقة، بأسماء شوارع وأحياء تم استبدال اسمائها العربية بالعبرية الإسرائيلية، قائلًا: "هناك العديد من الأحياء العربية التي تم تغيير أسمائها في الخرائط واللافتات والعناوين مثل شارع الواد في البلدة القديمة هجاي، شارع خان الزيت حباد، جورة النقاع في الشيخ جراح كبانية أم هارون، سلوان كفار هشلوح، دير أيوب كفار هيمنيم، وادي حلوة معالي عير دافيد، وادي الربابة غاي بنهبؤوم، حي الفاروق في جبل المكبر نوف تسيون، جبل الزيتون متسبري تسوريم".

وتابع صندوقة: "إنَّ وضع الإعلانات وتغيير الأسماء هى سياسة قديمة جديدة تتبعها بلدية الإحتلال لتهويد المدينة والسيطرة على عقاراتها، وتسعى إسرائيل كذلك إلى إعطاء أحقية دينية وتاريخية لها في القدس وتبرير وتشريع عمليات التهويد التي تقوم بها في تزييف واضح للتاريخ".