مسيرة درب الصليب في بيت جالا

توجهت "مسيرة درب الصليب" في بيت جالا لمناسبة "الجمعة العظيمة" إلى الأراضي المهددة بالمصادرة وجدار الفصل العنصري في منطقة دير كريمزان، للتأكيد على أن هذه الأرض جزء أصيل من أراضي بيت جالا، وهي أرض عربية فلسطينية، رغم محاولة قوات الاحتلال إفشال المسيرة.

ورغم الارتياح الذي عبر عنه أهالي بيت جالا من قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية التي طالبت قوات الاحتلال بتغيير المسار، إلا أنهم يخشون أن تقدم سلطات الاحتلال على تغيير مسار الجدار على حساب أراضي فلسطينية أخرى، ما دفع المشاركين في المسيرة للتأكيد على ان نصرهم وراحتهم الأبدية، تتمثل بسعي العالم لرحيل الاحتلال، حتى تنتهي المعاناة الفلسطينية بكافة أشكالها.

وقال راعي كنيسة اللاتين الأب أكثم حجازين: "إن هذه المسيرة هي مسيرة تقليدية بمناسبة الجمعة العظيمة، لإظهار المعاناة التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام، وعلى الرغم من معاناته فإنه رفع يديه المصلوبتين للمصالحة والتصالح"، مشيرا إلى ان المسيرة في هذا اليوم، تأتي للتأكيد على أننا كفلسطينيين نشارك اليوم لتجسيد المصالحة بين البشر، لأننا نحن أبناء السلام والعدل، ولسنا أبناء الكراهية التي تبني الجدران، وتسرق أراضي الغير".

ولفت إلى ان المسيرة، تأتي بالتزامن مع قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية، مشيراً إلى أن قرارها لا يزال مجزوء، لأنه لم يلغ قرار إقامة الجدار، وإنما غير مساره فقط، مشيرا إلى ان "قرار حكومة الاحتلال الجائر سيتواصل، معربا عن امله بإلغاء القرار بالكامل، حتى نستطيع ويستطيع الجميع العيش بسلام، من خلال جسور السلام لا جدران الكراهية والفصل:.

فيما أشاد رئيس بلدية بيت جالا، بالجهود المشتركة الشعبية والمؤسساتية والدينية التي ساهمت بإفشال مخطط الاحتلال اتجاه أراض بيت جالا، الا انه حذر من مواصلة حكومة الاحتلال السيطرة على أراضي المدينة، مشيرا إلى أطماعها التي لا تهدا في هذه المنطقة".
إفشال استفزارات الاحتلال

بدوره، أوضح مدير عام مدارس اللاتين في فلسطين الأب فيصل حجازين: أن المسيرة تقليد سنوي في مدينة بيت جالا، مشيراً إلى أن الصلوات والمسيرات على هذه الأرض، اعتمدت نهج المقاومة الشعبية اللاعنفية والروحية التي خاطبت العالم، وها هي تنتصر اليوم، مشددا على ان ممارسات الاحتلال ومحاولاته استفزاز المشاركين في مسيرة اليوم، بتسيير دوريات احتلالية باءت بالفشل، مؤكدا ان هذه الممارسات كانت تهدف لتقديم رسالة للعالم بأن هناك حاجة لإقامة الجدار في هذه المنطقة لمنع العنف المنطلق منها، مؤكداً "لن نقبل ان يستفزنا الإسرائيليون ويأخذونا حيث يريدون".

ولم يخف حجازين مخاوفه من ألا تلتزم إسرائيل كعادتها بقرارات المحاكم والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وحتى الإسرائيلية.
بدوره، شدد رئيس كشافة بيت جالا آلبرت هاني على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لنكون قادرين على تحدي الاحتلال ومواجهته. مؤكداً في القوت نفسه أن مخاوف مواطني المدينة ستبقى موجودة، طالما بقي الاحتلال جاثما على الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن المطلب الفلسطيني لا يتعلق بتغيير مسار الجدار فحسب، بل بإنهاء الاحتلال وتخليص الشعب الفلسطين من جرائمه التي تخالف المواثيق والأعراف الدولية والشرائع السماوية.

وقالت المواطنة مارلين الحذوة من سكان بيت جالا، ان المواطنون متخوفون، لكنهم ليسوا خائفين لأنهم مؤمنون بحقوقهم ومؤمنون بالعدل القادم من السماء، مؤكدة انها ستواصل الصلاة من اجل الأرض والحقوق التي تؤمن بها.