البابا تواضروس الثاني

استنكرت كنائس مصر وأنطاكية العدوان الثلاثي الغاشم على الأراضي السورية، مؤكدين أنه ينتهك القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ودعوا كنائس الدول المعتدية إلى القيام بدورها في إدانة هذا العدوان.وأدان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الضربات التي وجهها التحالف الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فجر السبت، إلى سورية.

وقال البابا في بيان له: "ندين كل الأعمال التي تسهم في تمزيق النسيج الحياتي للشعب السوري الشقيق، داعية كل الأطراف المتداخلة في المشهد السوري إلى السعي الجاد نحو صياغة حل يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن سورية، بحيث يحفظ كرامتها، ويحول دون تفكك مؤسسات دولتها الوطنية.

ودعا البابا إلى حل يحمي الشعب السوري الشقيق من كل الضربات الصاروخية والتدميرية الشاملة التي تنتهك حياته اليومية، وتحرمه من الحق الإنساني الأول، وهو الحق في الحياة.

وأصدر بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، وبطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بيانًا مشتركًا، شجبوا واستنكروا وأدانوا ما تعرّضت له البلاد من عداونٍ ثلاثي غاشم، من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بذريعة استخدام الدولة السورية السلاح الكيميائي.

وأكد البطاركة في بيانهم أن "هذا العدوان الغاشم هو انتهاكٌ صريح للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، إذ إنه اعتداءٌ على دولة ذات سيادة وعضوٍ في الأمم المتحدة، من دون أي مبررٍ أو مسوغ". وقالوا: "ما يؤلمنا كثيرًا أن الاعتداء تم من قبل دولٍ كبرى لم تسبّب لها سورية أيّ أذى ولم تعتدِ عليها بشكلٍ من الأشكال".
وتابع البيان أنّ "تذرّع الولايات المتحدة، ومن معها، بأنّ الجيش السوري يستخدم السلاح الكيميائي، وأنّ سورية بلدٌ يمتلك ويستخدم هذا السلاح، هو ادعاءٌ غير مبرر وغير مدعوم بأدلة كافية وواضحة"، مشيرًا إلى أن توقيت هذا العدوان غير المبرر على سورية قُبيل مباشرة لجنة التحقيق الدولية عملها في سورية يُسهم بتقويض عمل هذه اللجنة.
ولفت رؤساء كنائس سورية إلى أن هذا العدوان الغاشم يفوّت فرص الحلّ السياسي السلمي، ولا يفضي إلى شيءٍ سوى تأزيم الوضع وتعقيد الوضع، كما أن هذا العدوان الظالم يشجّع المنظمات الإرهابية ويعطيها زخمًا للاستمرار في إرهابها، داعين مجلس الأمن الدولي أن يلعب دوره الطبيعي في إحلال السلام، وأن لا يُسهم في تغذية الحروب.

ودعا البطاركة، الكنائس في البلاد المعتدية أن تقوم، انطلاقًا من تعاليم الإنجيل، بواجبها المسيحي في إدانة وشجب العدوان، ودعوة حكوماتها للالتزام بالحفاظ على السلم العالمي، محيين الجيش العربي السوري على شجاعته وبطولاته وتضحياته، فهو الجيش الباسل والساهر على سورية، ونترحّم على شهدائه، ونحن كلنا ثقة بأنه لن ينثني أمام الاعتداءات الخارجية والداخلية، وسوف يتابع حربه بكل بسالة على الإرهاب حتى يطهّر كل شبر من الأراضي السورية، كما نثني على المواقف الشجاعة للدول الصديقة لسورية وللشعب السوري.

وختم رؤساء كنائس سورية بيانهم برفع الصلاة والدعاء من أجل سلامة سورية ونصرها وخلاصها من كل أشكال الحرب والإرهاب، ونصلي من أجل أن يحلّ السلام في سورية وكل دول العالم، كما نصلي من أجل الشعب السوري وندعو إلى تعزيز جهود المصالحة الوطنية صونًا للوطن ولكرامة السوريين جميعًا.​