جامعة الدول العربية

أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أهمية تعزيز قنوات التواصل والتنسيق بين الأمانتين العامتين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وقال العربي خلال كلمته الافتتاحية في الاجتماع التشاوري المشترك على مستوى المندوبين بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، اليوم السبت، في الجامعة العربية، إن الجامعة العربية منظمة إقليمية طبقا لأحكام الفصل الثامن من الميثاق ولمجلس الأمن دور هام في تعامل المنظمات الإقليمية مع الأزمات التي تهدد السلم والأمن الدولي، والتعاون قائم في واقع الأمر منذ بداية خمسينات القرن الماضي، والعمل جاري لتفعيل اتفاقية التعاون بين المنظمتين وتحديثها حتى تكون أكثر استجابة للتحديات الراهنة ولمتطلبات الشراكة والتعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الصلة بنشاط المنظمتين.

وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة لمجلس الأمن عهد بالمسؤولية الأولية في المحافظة على السلم والأمن الدولي، ولكن وبالرغم من ذلك، فإن إلقاء نظرة متعمقة حول مباشرة مجلس الأمن لهذه المسؤولية، وأعني بذلك على وجه التحديد مسؤولية إقامة نظام للأمن الجماعي الدولي "Collective Security System" كما جاء في المادة الأولى من الميثاق التي تناولت: "مقاصد الأمم المتحدة هي: حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وبالمقارنة بين هذا النص وما نشهده الآن من نزاعات وصراعات في العالم من حولنا يتضح وبكل وضوح، والجميع يتفق على ذلك، أن نظام الأمن الجماعي لا يعمل في الإطار الذي حدده الميثاق.

وأشار إلى إن مجلس الأمن عندما يمارس مسؤولياته حول النزاعات المسلحة يقتصر على الالتجاء إلى أحكام المادة (41) من الميثاق المتعلقة بالعقوبات غير العسكرية، ولا يحاول إطلاقا الالتجاء إلى أحكام المادة (42) المتعلقة بفرض الأمن والسلم إلا فيما ندر، وهذا الوضع أدى إلى أن مجلس الأمن أصبح الآن يتولى إدارة المنازعات الدولية "Manage International Conflict" ولا يسعى إلى إنهاء تلك المنازعات ووضع حلول دائمة لها، ونرى تأثير ذلك حولنا في أفريقيا والشرق الأوسط، وبالرغم من أن الميثاق كان قد أقر عام 1945، فإن لائحة إجراءات مجلس الأمن التي يعمل المجلس طبقاً لأحكامها مازالت حتى هذه اللحظة، وبعد أكثر من سبعة عقود، هي لائحة مؤقتة وغير نهائية، وذلك لأن نطاق استخدام النقض "الفيتو" غير محدد، فالفيتو منصوص عليه في الميثاق ولكن الميثاق بصفة عامة لا يحدد الحالات التي يسمح للدول الدائمة العضوية استخدام هذا الحق.

وأكد أن هذا الوضع له تأثير سيئ على كثير من النزاعات الدولية ويؤدي إلى استمرار القتال بما له من آثار سلبية، وعلى سبيل المثال "كيف يمكن تبرير استخدام الفيتو لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار؟"

أبو العطا: معاناة الشعب الفلسطيني لا بد أن تنتهي

وأكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا، "الرئيس الحالي لمجلس الأمن"، في كلمته الافتتاحية في الاجتماع التشاوري المشترك، قناعة مصر بأن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني لا بد أن تنتهي.

ونوه أبو العطا، بما ورد في دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرا أن هذه الدعوة تشكل فرصة لفتح صفحة جديدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة .

ودعا، الأطراف المعنية إلى دراسة الأفكار الواردة في دعوة الرئيس السيسي من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

وشدد أبو العطا، على أهمية هذا الاجتماع الذي دعت إليه مصر الرئيس الحالي لمجلس الأمن والقمة العربية، نظرا لقناعتها بأن التحديات التي تشهدها المنطقة ليست مجرد تحديات إقليمية، بل هي تحديات عالمية تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي في مواجهتها وفي صدارتها ظاهرة الأرهاب.

من جهته استعرض سفير البحرين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، راشد آل خليفة الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، الرؤية العربية إزاء القضايا الراهنة وأهمية التنسيق مع مجلس الأمن الدولي بشأنها.

ونبه سفير البحرين، إلى خطورة ترك مجلس الأمن للعديد من قضايا المنطقة دون حسم، ما يجعلها أكثر تعقيدا، لافتا في هذا السياق إلى خطورة الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل إحدى عقبات تحقيق الاستقرار في المنطقة .

وعبر آل خليفة، عن الدعم العربي للمبادرة الفرنسية الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام وإنفاذ حل الدولتين، كما حذر من خطورة تنامي ظاهرة الارهاب وتصاعد النزاعات المسلحة واستغلال التنظيمات الارهابية لتفكك مؤسسات بعض الدول لترسيخ العنف والطائفية، مشددا على ضرورة وجود جهد دولي رادع للإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين