أطفال من اللاجئين الفلسطينيين

بينما يستعد الأطفال في أجزاء كثيرة من العالم لبدء عامهم الدراسي الجديد، فانه سيكون على نصف مليون طفل من اللاجئين الفلسطينيين أن يعودوا إلى أكثر من 650 مدرسة تابعة للأونروا في لبنان والأردن والضفة الغربية وغزة وسوريا، لكن الكثير منهم لا يستطيعون.

وأكد المفوض العام للأونروا بيير كراهينبول في بيان للوكالة التابعة للأمم المتحدة، أن الصراع والحرمان مس أطفال لاجئي فلسطين في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.

وأشار إلى أنه في حين جلب وقف إطلاق النار في غزة في 26 من الشهر الماضي ارتياحاً مرحب به بالنسبة للأطفال الذين تحملوا أسابيع من العنف الهائل، فإن أياً من241 ألف طالب وطالبة سيتمكن من العودة إلى المدرسة في الوقت المحدد.

ولفت إلى أنه سيستغرق عودة هؤلاء للمدارس وقتاً بالنسبة لهم ليتمكنوا من اختبار أي شيء قريب من روتين المدرسة العادية، و مع ذلك ستشكل عودتهم إلى الفصول الدراسية في نهاية المطاف رسالة قوية من الأمل.

ولا يزال عشرات الآلاف من الأطفال في غزة في عداد النازحين بعد 51 يوما من العدوان الإسرائيلي، حيث سيبقى عدة آلاف منهم محتمين في مدارس وكالة الغوث لعدة أشهر مقبلة بسبب تدمير منازلهم. في حين يجب أن يتم اجراء مسح للمدارس الشاغرة لإزالة بقايا الذخائر غير المنفجرة وإصلاح الأضرار الناجمة عن القصف.

وفي سوريا، فقط 42 من 118 مدرسة تابعة للأونروا لا تزال تعمل، وبعض هذه المدارس تعمل الآن ضمن ثلاث نوبات متتالية، حيث تُشغل الوكالة أيضاً فصولاً دراسية في 36 مبنى بديل.

وللأطفال الذين سيتمكنون من الوصول إلى التعليم، لا تزال صدمة فقدان المنازل وزملاء الدراسة تؤثر في قدرتهم على التعلم ، في حين تسرب العديد من الاطفال الأكثر فقراً من المدرسة بسبب تخفيض أسرهم للنفقات في سبيل البقاء.

إضافة إلى الأطفال الذين يعايشون الصراع داخل سوريا، فان عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين نزحوا من سوريا إلى الدول المجاورة، خصوصا لبنان والأردن.

وفي القدس المحتلة يواجه الطلاب المسجلين في مدارس جديدة في كثير من الأحيان صعوبة في التأقلم مع أقرانهم الجدد والتكيف مع المنهاج الجديد.

أما في الضفة الغربية، فان القيود المفروضة على الحركة والتهجير القسري لبعض البدو والمجتمعات الزراعية يؤثران على فرص الحصول على التعليم لأبناء تلك المجتمعات.

وأكدت أونروا التزامها ببذل كل ما في وسعها لمساعدة الأطفال المتضررين من الصراعات من أجل الحصول على حقهم في التعليم "حيث شمل ذلك إقامة نقاط التدريس المؤقتة لتمكين الأطفال النازحين في سوريا من الوصول اليها، وتنفيذ خطة التعليم في حالات الطوارئ في غزة، التي سوف تتضمن التدخلات النفسية والاجتماعية واستخدام تكنولوجيا جديدة وبرامج التعليم عبر فضائية الأونروا الى جانب مواد التعلم الذاتي لجميع الأطفال."

وحسب البيان تشمل مبادرات الأونروا الأخرى لتحسين البيئة التعليمية للاجئين الفلسطينيين المتضررين من النزاع في سوريا مشروع "صوتي - مدرستي"، الذي سوف يوظف تكنولوجيا الاتصال الحديثة لربط فصول دراسية في سوريا والأردن ولبنان مع فصول دراسية في المملكة المتحدة.

وستسمح محادثات الفيديو عبر الإنترنت- المدعومة من الشركة البريطانية التعليمية الاجتماعية وديجيتال اكسبلورر ومنصة سكايب العالمية- للطلاب الدفاع عن حقهم في التعليم ومستقبله وتبادل الأفكار حول ما يجعل جودة التعليم.