الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

عقدت في اسطنبول ندوة سياسية حاشدة بعنوان "تطورات المنطقة من منظور المشهد الفلسطيني" بمقر نقابة المهندسين شارك فيها حشد من أنصار فلسطين وممثلين عن القوى والأحزاب التركية اليسارية وقوى كردية ومنظمات شبابية تقدمية.

وتحدث في الندوة الكاتب الفلسطيني خالد بركات والكاتب الصحفي فهيم طاشتكين والناشط في لجنة المقاطعة الرفيق سليم سزار. فيما قدمت الناشطة عائشة دوزكان بعض المعلومات العامة حول دور ورؤية لجنة المقاطعة في تركيا.

في مداخلته قدّم خالد بركات رؤية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول ما يجري من تطورات في فلسطين المحتلة والوضع الفلسطيني الداخلي، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الراهنة جاءت لتؤكد على فشل مسيرة التسوية السياسية التي انطلقت في مدريد وأوسلو قبل أكثر من 20 عامًا، مؤكدًا على أنها انتفاضة لها خصوصيتها وطابعها وأدواتها الجديدة، و يقودها جيل الشباب الذي ولد وكبر بعد انطلاق مرحلة أوسلو "عام 1993" حيث وصلت هذه التسوية إلى الجدار الأخير، وفشلت محاولات الاحتلال، وقوى السلطة والمال من تدجين وتطبيع الشباب الفلسطيني الذي أخذ زمام المبادرة ويتصدى اليوم لقوات الاحتلال في الشوارع والميادين.

وأشار بركات إلى أن الانتفاضة الراهنة جاءت ردًا على السياسات الصهيونية وفرض "الحقائق" التي قام الاحتلال الإسرائيلي بخلقها وتأسيسها بالقوة والسلاح والقوانين العنصرية، بالتلازم مع مسار التسوية والمفاوضات العبثية، مستفيدًا من كذبة "مسيرة السلام" لتسريع عجلة و بناء المستوطنات في الضفة والقدس، وتضاعف عدد المستوطنين خمس مرات وقام ببناء جدار الضم والتوسع ومصادرة عشرات آلاف الدونمات من الأرض، واعتقال آلاف الأسرى وفرض نظام من الأبارتهييد العسكري والاحتلال الكولونيالي فضلًا عن سياسة الأسرلة والتهويد الجارية خاصة في القدس المحتلة وتهديد وحصار المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأكد بركات على أن الحروب المتتالية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة وحالة الحصار المستمرة ومحاولة تصفية المقاومة الفلسطينية تركت مفاعليها على الواقع الفلسطيني الداخلي ، وتشّكل أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع الانتفاضة الحالية، وتصاعد موجات الصراع على اختلاف الصعد ، مشيرًا إلى ما يعانيه شعبنا في القطاع من تهجير داخلي وافقار وتهميش ومنعه من إعادة الاعمار والتضييق المستمر عليه وافتعال أزمات الكهرباء والمياه والحصار السياسي والاقتصادي ، كلها صبت في مجرى اندلاع الغضب الشعبي الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وسياساته.

وختم بركات مداخلته بالتأكيد على سقوط كل الأوهام في إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع، وما يسمى "حل الدولتين" مُعتبراً أن حل الصراع في فلسطين يتمثل في إنهاء الاحتلال في كل فلسطين المحتلة وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

وأكد الناشط الرفيق سليم سزار في مداخلته على أن لجنة المقاطعة في تركيا هي جزء من حركة عالمية تستهدف عزل الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، كما جرى اعتمادها في الحملة والمتمثلة بتطبيق حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وانهاء نظام الفصل العنصري والاحتلال في فلسطين.

وأشار سليم سزار إلى أن السياسة الإسرائيلية قامت على أساس اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وإقامة نظام عنصري استيطاني في فلسطين كجزء من سياسة إمبريالية، مشيرًا إلى سرقة ونهب الأرض والموارد الفلسطينية وخاصة الغاز الطبيعي الذي تشتريه تركيا من دولة الاحتلال وهو ملك للشعب الفلسطيني.