العدوان على غزة

بالنسبة للصياد محمد بكر لن تكون حادثة الاعتداء على زملائه أمس الخميس، الانتهاك الأخير الذي يتعرض له الصيادون الفلسطينيون من قبل البحرية الاسرائيلية.
وأشار بكر (50 عاما) الذي كان يصلح شباك صيده على الرمال البيضاء في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، إلى اعتداء الزوارق الحربية الاسرائيلية أمس على صيادين في عرض البحر، ما أدى إلى إصابة اثنين واعتقال أربعة بينهم أقرباء له.
ومنذ وقف إطلاق النار في السادس والعشرين من أب/ أغسطس الماضي لم تلتزم قوات الاحتلال بالسماح بالصيد لمسافة ستة أميال بحرية.
ولا يمر يوما وفقا لبكر الا يتعرض فيه الصيادون للمضايقات والملاحقات وإطلاق النار وتخريب قواربهم ومعداتهم من قبل السفن الحربية الاسرائيلية التي تجوب البحر على مدار الساعة.
وفي هذا الصدد، أكد مركز الميزان لحقوق الانسان في غزة، أنه وثق منذ 1/9/2014 وحتى أمس،(49) انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الصيادين اعتقلت خلالها (49) صياداً وأوقعت (17) جريحاً واستولت على (12) قارباً للصيد وخربت معدات الصيد في (9) حالات أخرى.
وقال الصياد بكر الذي يعمل في مهند الصيد منذ عشرات السنين:' أصبحت مهنة الصيد في مرمى النيران الاسرائيلية وكل يوم نتعرض فيه للموت والخطر.'
وأضاف، 'تتعمد الزواق الاسرائيلية استهداف الصيادين وهم يصطادون في المساحة المسموح بها'، منوها الى أن تلك الممارسات تعرض حياة الصيادين للخطر وتفاقم أوضاعهم الاقتصادية بعد حرمانهم من الصيد.
بدوره يقول أمين سر نقابة الصيادين أمجد الشرافي:' إن الصيادين ورغم آلامهم وجوعهم وظروفهم الصعبة لن يتركوا البحر وأن البحر لنا ولن يكون لغيرنا.'
 وتحدث عن مسلسل الانتهاكات والملاحقات اليومية التي يتعرض لها الصيادون من قبل البحرية الاسرائيلية المتمثلة بحرمانهم من الصيد في مسافة ستة أميال بحرية وبالتالي حرمانهم من مواسم الصيد، إضافة إلى إطلاق النار على الصيادين وجرحهم واعتقال آخرين وتدمير وتخريب قواربهم وشباكهم.
وأضاف الشرافي: 'لم تلتزم قوات الاحتلال بالتفاهمات الخاصة بالصيد التي توصل اليها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في القاهرة قبل أكثر من ستة شهور.'
وذكّر الشرافي بخسائر الصيادين خلال العدوان الأخير صيف العام الماضي، حيث دمرت السفن الحربية الاسرائيلية 36 مبنى و55 مركبا، إضافة إلى حرق كل ممتلكات الصيادين.
وطالب برفع الحصار عن الصيادين وانهاء إغلاق البحر في وجههم لأن البحر هو مصدر عملهم ورزقهم الوحيد، لافتا إلى أنه يعمل في مهند الصيد 3700 صياد يعيلون 50 ألف فرد.
ونبه مركز الميزان في تقرير له، من أن استمرار الحصار الاسرائيلي يهدد حياة المئات من سكان قطاع غزة في المناطق العازلة برا وبحرا وتحرمهم من مصادر رزقهم.
وعبّر المركز الحقوقي عن استنكاره الشديد لاستمرار الحصار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية التي تفضي إلى التسبب في قتل وجرح المدنيين وحرمانهم من حقوق أساسية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.