مغلفات بريدية

تسببت مادة انبعثت من أربعة مغلفات بريدية نقلها مجهول، أمس، بإصابة ثلاث معلمات وآذنة وطالبة من مدرسة البنات الأساسية في قرية سيريس جنوب جنين، بحالات إغماء وغثيان في حادثة مشابهة لظاهرة الرسائل المسمومة التي استهدفت عدة شخصيات ومدراء مدارس وجامعات، كان أكثرها في مدينة الخليل، أواخر العام الماضي.

وقال مدير شرطة محافظة جنين، العقيد حقوقي علي القيمري، إن معلومات وردت إلى الشرطة من مديرية التربية والتعليم في قباطية، تفيد بوقوع الإصابات في صفوف المعلمات والطالبات في مدرسة بنات سيريس الأساسية التابعة لمديرية التربية.

وأضاف القيمري لـ»الأيام»، إن قوة من الشرطة وإدارة المباحث العامة وإدارة هندسة المتفجرات في شرطة المحافظة، توجهت إلى المدرسة، حيث نقلت أطقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر، أربع إصابات إلى مستشفى «الشهيد الدكتور خليل سليمان» الحكومي في مدينة جنين، وإصابة إلى مستشفى مدينة طوباس، وهن يعانين من حالات إغماء جراء انبعاث مادة من ظروف بريدية وصلت إلى المدرسة من قبل مجهول.

وأفاد بأن مجهولا كان يستقل مركبة توقف أمام المدرسة، وسلم إحدى الطالبات أربعة ظروف بريدية غير مسجلة لدى السلطة الوطنية، وطلب منها تسليمها إلى مديرة المدرسة.

وبحسب القيمري، فإن الإصابات وقعت فور إقدام مديرة المدرسة على فتح الظروف البريدية التي تطايرت منها مادة يشتبه بأنها سامة.

وأشار إلى أن إدارتي المباحث العامة وهندسة المتفجرات في شرطة المحافظة، تحفظتا على الظروف البريدية الأربعة بقرار من النيابة العامة، وحولتها إلى
جنين: إصابات
 الفحص الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك بهدف التعرف على طبيعة المادة التي احتوت عليها المظاريف التي كتبت عليها عبارات باللغة العبرية ومصدرها ألمانيا، وأمرها مشابه للظروف البريدية التي كان تلقاها رئيس بلدية الخليل، داود الزعتري، أواخر العام الماضي، من مجموعات يهودية متطرفة واحتوت على تهديدات موجهة له وللرئيس محمود عباس بالقتل، ونقل على إثرها في ذلك الوقت عدد من موظفي البلدية للمستشفى لتلقي العلاج بعد تأثرهم بالفيروس السام.

وناشد القيمري، الأهالي ضرورة التأكد من أي ظرف بريدي يصلهم، وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن أي بريد مشبوه للتأكد منه، وأية مغلفات بريدية مجهولة المصدر، مشيرا إلى أن الشرطة باشرت بإجراءات التحقيق في هذا الحادث للوقوف على ملابساته.

من جهته، قال محافظ جنين، اللواء إبراهيم رمضان، إنه اطمأن على أوضاع المصابات من طالبات مدرسة سيريس الأساسية، ممن تم نقلهن إلى المستشفى الحكومي.

وذكر رمضان، إن ثلاث معلمات وآذنة وطالبة من مدرسة بنات سيريس الأساسية، أصبن مع بداية الدوام المدرسي بحالة من التحسس في الحنجرة والشعور بالغثيان نتيجة فتح مظروف كان شخص مجهول قد سلمه للمدرسة.

وأشار إلى أن إدارة المباحث في شرطة المحافظة قامت بالتحفظ على الظرف ومكوناته وتقوم بعمل اللازم للكشف عن ملابسات الحادث والتحقق من كافة الملابسات التي تحيط به، من أجل تقدير الموقف واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الطالبات والمواطنين جميعا.

أما مدير المستشفى الحكومي، الدكتور نادر ارشيد، فقال، إنه تم تقديم الإسعافات اللازمة مباشرة للمصابات ممن شعرن برائحة نافذة أدت إلى حرقة وحساسية في الحلق، وهن بخير ولا مضاعفات.

بدوره، ذكر مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في جنين، محمود السعدي، أن أطقم الإسعاف نقلت خمس مصابات من المدرسة بالإغماء نتيجة انبعاث مادة من طرد وصل إلى المدرسة.

وذكر بيان لإدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة، أن معلومات وردت إلى غرفة عمليات شرطة المحافظة حول وصول معلمتين وآذنة مدرسة وطالبة من مدرسة بنات سيريس مصابات بحالات إغماء وغثيان إلى مستشفى جنين الحكومي والمستشفى التركي الحكومي في محافظة طوباس، فتحركت على الفور أطقم التحقيق والمباحث العامة وقوة من فرع هندسة المتفجرات في شرطة المحافظة والنيابة العامة إلى المستشفى الحكومي والمدرسة.

وأشار البيان، إلى أنه تبين من خلال التحقيقات الأولية، أن مسؤول قسم البريد في قرية سيريس أعطى إحدى الطالبات طردا يحتوي على أربعة مغلفات وطلب منها أن توصله إلى مديرة المدرسة أو الآذنة كونه بريدا خاصا بإحدى المدرسات ويصلها بشكل شهري من زوجها المتواجد في ألمانيا، وعند إيصال الطرد وفتحه من قبل مديرة المدرسة داخل غرفتها، أصيبت وإحدى المعلمات والآذنة وطالبة كن متواجدات في ذات الغرفة بحالات إغماء وغثيان، وتم نقل ثلاث منهن إلى مستشفى جنين الحكومي وواحدة إلى المستشفى التركي الحكومي في طوباس.

وأضاف، إن الشرطة والنيابة العامة باشرتا بالتحقيق في الحادثة وتمت إحالة الطرد المشبوه إلى جهات الاختصاص لمعرفة طبيعة المادة وماهيتها والتي تسببت في حالات الإغماء والغثيان.

وأكد البيان، أن الشرطة حريصة على سلامة الطلبة والهيئات التدريسية وعلى المناخ الدراسي العام، وتسعى دوما إلى توفير أقصى درجات الأمن والأمان لهم، مشددا على ضرورة توخي الحيطة والحذر وخاصة أثناء التعامل مع أي طرد مشبوه أو أي جسم يتم العثور عليه أو يتم تقديمه من قبل شخص غير معروف سواء في المدارس أو المنازل أو أي مكان حتى لا تتكرر مثل هذه الحالات.

وأصدرت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني، بيانا ذكرت فيه أن أطقم الدفاع المدني وإسعاف الهلال الأحمر وطاقم إسعاف قباطية، عملت على إخلاء المدرسة وتقديم الإسعافات الأولية للمصابات قبل نقلهن إلى المستشفيات.

وأفادت بأن أطقم الإنقاذ في مركزي الدفاع المدني جنين وقباطية، تعاملت مع الظرف المشبوه وتحريزه وتسليمه للمباحث العامة لإجراء الفحوص اللازمة.

وشدد الدفاع المدني، على ضرورة عدم التعامل مع أي جسم أو ظرف غير مبرز أو تشوبه الشبهات وغير معلوم المصدر، نظرا لتكرار ورود الظروف المشبوهة المرسلة لمدارس المحافظة.