الدكتور طريف عاشور

أكد القيادي في حركة "فتح" ومدير دائرة الإعلام في وزارة الصحة الدكتور طريف عاشور، أنَّ ما يحدث من مقاطعة فلسطينية للبضائع الإسرائيلية في الضفة، قرار منع وليس مقاطعة فقط، معتبرًا أنَّه" صائب وإن جاء متأخرًا".

وأوضح عاشور في حديث إلى "فلسطين اليوم" أنَّ "الحديث يكون دائمًا حول مقاطعة البضائع الإسرائيلية التي لها بديل، والأصل أن نتحدث بأسلوب دعم المنتج الفلسطيني الذي له بديل إسرائيلي، فالأصل أن يكون غذاؤنا ودواؤنا من إنتاجنا الوطني، والبديل هو الإسرائيلي أو الأجنبي".

وأضاف "من المؤسف أن تكون هذه الحملات مجرد هبات ووصلت ذروتها خلال الحرب على غزة، ثم عادت البضائع لتغزوا أسواقنا وهذا يدل على عدم وجود الثقافة الوطنية ودروع تحمل هذا الهم"، مؤكدًا أنه "في تلك الفترة ضبطنا السوق الفلسطيني بنسبة 80%".

وشدَّد عاشور، حول أسس المقاطعة، على أنَّه "يجب أن تكون لدينا مصافٍ عدة، الأولى تتمثل بالقرار والوعي الشعبي والحكومي، فإذا تحدثنا عن وكلاء كبار ليكن لهم دروس في الوطنية، وعلى الحكومة أن تقترح لهم بديلًا وتقدم لهم الوكالات الفلسطينية وتضيف لها بعض الامتيازات".

وتساءل "لماذا لا يفرض 200% ضرائب على المنتج الإسرائيلي قبل أن يدخل الأسواق الفلسطينية؟"، موضحًا "إذا كانت الاتفاقات هي من تلزم الفلسطينيين، فإنَّ أساس أي اتفاق هو المعاملة بالمثل، وكل الاتفاقات داستها الدبابات الإسرائيلية".

وأكد "أراهن على أن تحتوي أي مدينة في الداخل المحتل على البضائع الفلسطينية وحتى القدس الشرقية"، مضيفًا "المصفاة الثانية تتمثل بالعائلة، ثم المدارس والتربية والتعليم، إذ يجب أن يكون لها دور في نشر هذه الثقافة من خلال دروس التربية الوطنية".

وأبرز ، عن الجولة التي أجراها عناصر حركة "فتح" والفصائل الوطنية في مدينة نابلس لمراقبة الأسواق، أنَّ "70% من تجارنا مناضلون، وفي الأمس وفي الوقت ذاته الذي كنا فيه بجولة في أسواق المدينة، كان هناك وكلاء لشركة البوظة الإسرائيلية توزع ثلاجات على المتاجر في أحياء أخرى من مدينة نابلس، وكأنه تحدٍ، وكأنَّ هذا الأمر لا يتعلق بهم".

وبينَّ عاشور أنَّ معرض "القدس للصناعات الوطنية" جاء دعمًا لهذه المقاطعة، منوهًا بأنَّه يجب أن تكون هناك عروض من الشركات الفلسطينية، وينصب كل الجهد الشعبي في دعمها، وتم الاتفاق معها على أساس فتح باب التوظيف أيضًا للخبرات والكفاءات الفلسطينية خلال المعرض.

وتابع "هي ليست مقاطعة رسمية بشكل كامل، المقاطعة الرسمية هي منع ومعاقبة أي تجار يتعامل في هذه البضائع تحت طائلة المسؤولية، أما ما يحدث حاليًا فهو محاولة ضغط"، مضيفًا "أنا لا أبرر للحكومة، أفسر فقط موقفها فهي ترى أنه من أراد خنقها عليه أن يختنق هو في البداية".

واستطرد "نحن لا نراهن على قرارات حكومية، نحن نراهن على الصمود الفلسطيني والحملة الشعبية التي تقودها حركة "فتح" وباقي فصائل منظمة التحرير، إذ بدأت بمصادرة الشاحنات في الخليل، وستصل وفود من لجنة المقاطعة العليا ليتم مصادرة بضائع وتوجيه رسائل إلى الشركات الإسرائيلية التي أبلغت وكلاءها بتوزيع البضائع حتى ولو تمت مصادرتها، وأنها ستتحمل هي كل الخسائر".

وبيَّن عاشور، "أنَّ هناك كسر عظام ما بين وطنية اللجنة وما بين قرار الاحتلال بتلويث أسواقنا، والتاجر هو الذي يقف في الوسط".

وعن المقاطعة في غزة، أوضح "الإشارات من غزة تأتي سلبية جدًا، فإسرائيل أغرقت أسواق القطاع ببضائعها، من خلال استغلال الحصار، لتعويض السوق المضروب في الضفة الغربية، ونحن نراهن على البطل الغزي الذي وقف أمام جبروت إسرائيل".