أقدم عدد من المتظاهرين المحتجّين ضدّ سياسة الحكومة التّونسيّة على حرق مقرّ حزب النّهضة الإسلاميّ الحاكم في مدينة فريانة وهي العمليّة الثانية بعد أن حاول محتجّون حرق مقرّ الحزب في محافظة القصرين. وتدخّلت قوّات الشرطة التّونسيّة مدعومة بوحدات التدخّل لفض الاحتجاجات باستعمال الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء، لفضّ المتظاهرين الذي أقدموا على إضرام النّيران في مقرّ حزب النّهضة الإسلامي في فريانة ومركز الشرطة في المدينة، كما حاول محتجّون اقتحام مقر دائرة تحصيل الضرائب، والاعتداء على أحد الفروع البنكيّة في المدينة. وتعيش محافظة القصرين، منذ الثلاثاء  وحتى ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، مواجهات مع قوات الأمن والأهالي المطالبين بالتنمية والعدالة الاجتماعية، وتولت قوات الجيش التّونسيّ تأمين منشآت الدولة ومؤسساتها في المحافظة. وتنفّذ الأربعاء محافظة القصرين إضرابا عامّا أصاب القطاعات جميعها بالشّلل، تزامنا مع الاحتفال بيوم الشّهيد، الذي شهد سقوط العديد من أبناء الجهة في أحداث ثورة 14 كانون الثاني/يناير2011، ويطالب أهالي المنطقة بحقّهم في التّنمية والتّشغيل والتوزيع العادل للثّروة وتنفيذ مطالب الثّورة التي ضحّوا لأجلها بدماء أبنائهم. وتعرف تونس حالة من الغليان الشعبي والتحرّك الاحتجاجي غير المسبوق، رفضا لسياسة الحكومة وخاصّة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما جعل مقرات حزب النهضة الحاكم المستهدف الأول من عمليات الحرق والاعتداء.