رجل الدين الشيعي نمر النمر

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن غضب إيران لإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر أدى إلى تصعيد التوترات، متسائلة «أين يترك هذا الصدع العميق بين السنة والشيعة الغرب ؟».

 

وأشارت في تقرير لها اليوم إلى أن إعدام 47 شخصا بتهم الإرهاب على أيدي السلطات السعودية من بينهم رجل الدين الشيعي، إلى جانب رد الفعل الغاضب من المجتمع الشيعي بقيادة إيران، أدى إلى تأثير قوى مباشر على المنطقة التي مزقتها بالفعل الحرب والانقسام الإيديولوجي، ونبّهت إلى أنه ترك المجتمع الدولي يتعثر بينما يحاول الرد على الصراعات التي اندلعت في جميع أنحاء العالم.

وتساءلت الصحيفة: «ما العواقب الناجمة للشرق الأوسط على المدى الأطول، وهي ترد العواصم العالمية من واشنطن وصولا إلى لندن وحتى موسكو على تحركات حلفائها في المنطقة ؟».

وقالت إن التوترات المتصاعدة بين الرياض وطهران ألقت بظلال «قاتمة» على الآمال في الاستقرار بالشرق الأوسط، مضيفة أنه على المدى القصير، فإن هذه التوترات سوف تزيد من البؤس على من هم أقل قدرة على تحمله، خاصة المدنيين المنكوبين في اليمن وسوريا .

وأكدت الصحيفة أن الصراع هدد، فعلا، بتقويض «الاتفاق النووي التاريخي» بين الولايات المتحدة وإيران، حيث جعل هذا الصراع الرئيس الإيراني حسن روحاني يبدوا ضعيفا ودولته التي بتعذر التنبؤ بتحركاتها ،كما أجبر الغرب علنا على دعم تحالفه «المتكلف» مع السعودية، كما عمق الانقسام الإقليمي والعرقي من خلال تفجير «موجة من الرفض الدبلوماسي» لإيران .

وتوقعت الصحيفة ألا يتراجع التحدي والغضب بين الرياض وطهران على الفور، قائلة :«بينما لا ترغب كلتا الدولتان في التراجع من على حافة الهاوية، فكلتاهما تعلمان أن المواجهة العسكرية المباشرة سوف تكون»مدمرة ودموية وبلا نظير .«

ونبهت إلى أن الرياض لديها ترسانة أكثر «روعة» وقد عملت على تراكمها عبر سنوات شرائها بمليارات الدولارات من شركات السلاح الغربية، مؤكدة أنها تستفيد من «هالة الحماية من شركائها»

وقالت إن طهران تعلم أن كثيرا من العلاقات بين السعودية والحلفاء الغربيين أخذت تتدهور مؤخرا فما زالوا «حليفا خطيرا» ومن ثم يعلمون أنهم لن يخوضون مواجهة مباشرة مع السعودية، على حد قول إيلي جيرانمياييه، زميل برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية .

ولفتت إلى أن إيران لديها جيش أكبر، وتتباهى بزيادة عدد سكانها إلى ثلاثة أضاعف السكان في السعودية، حيث تستطيع جذب المزيد من المجندين ويمكنها توجيه قوتها بحرا .

وأكدت أن القيود العسكرية لا تعني «آخر حلقة» في التنافس السياسي والاقتصادي القائم، مرجحة أن يتم تحطيمها بسهولة من جانب أحد الطرفين .

وأشارت إلى أن المرة الأخيرة التي قطعت فيها الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما، في آخر الثمانينات، لم يتم استعادتها على مدار أربع سنوات، وقالت إن بتجنب المواجهة المباشرة، فإن كلتاهما ستميل إلى تصعيد دورهما في «حروب بالوكالة» عبر المنطقة، وأكدت أن هذه الصراعات صارت «منتدى لها» كي تخطط لطموحاتها وتمارس «غضبها».