حذرت حركة "اليسار الديمقراطي" في لبنان إحدى المجموعات التي جمدت عضويتها في قوى "14 آذار" منذ اشهر قليلة من محاولات الإطباق على قرار لبنان لتطال وجوده، والإنقضاض على ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، نتيجة سياسات الدول الإقليمية والجارة ومن يجاريها من أبناء هذا الوطن. وقالت الحركة في بيان لها، الجمعة، ان من مؤشراته المحاولات الجارية لإمرار القانون "الأورثوذكسي" الذي لا يُمثل الطائفة بعينها، بل يُمثل فئات مذهبية قرّرت العودة بالوطن إلى زمن المشاريع التفتيتية. وقال البيان أنّ هذا الاقتراح الرجعي يُهدد اتفاق الطائف بأكمله، لا بل مصير النظام اللبناني كيانا و شعبا، لما يولده من جدران فصل بين مكوناته الوطنية. وهو بالتأكيد يشكل إعتداء صارخ على حقوق المواطن اللبناني. إننا نستنكر المحاولة المتكررة لتشويه إتفافق الطائف و محاولة تقويضه و دفعه في مسار إنحداري يشكل مشروع القانون المسمى أرثودوكسي النسخة الأكثر وضوحا للنيل من محاولات تطوير صيغة المناصفة نحو التكامل بين إحترام حقوق و دور الجماعات والمواطن  عبر ما نص صراحة عليه إتفاق الطائف عبر إنشاء مجلس شيوخ ممثل للجماعات المذهبية ومجلس نواب خارج القيد الطائفي يمثل المواطن الفرد. ولأن هذا الاقتراح المرفوض، يُهدد كل محاولات بناء الدولة الخروج بلبنان من دولة المحاصصة الطائفية إلى دولة المواطنة. وبعد التأكيد على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأجيل يريده البعض لإبقاء الوضع على ما هو عليه، تشدد الحركة على النقاط التالية: - إحترام نيّة المشرّع باتفاق الطائف حين طرح إنشاء مجلس الشيوخ  مع تحديد دقيق لمهمّته ، ومجلس نواب من خارج القيد الطائفي احتراماً للمواطنية. - إقرار قانون انتخاب يقوم على الدائرة الفردية في دورتين التي هي من أكثر القوانين التي تراعي وتؤمن صحة التمثيل، وهذا ما هو حاصل في غالبية الدول الديمقراطية، مع الإشارة إلى أن الحركة ليست أبداً ضد النسبية التي وردت ألى جانب الدوائر الفردية خارج القيد الطائفي في وثيقتها التأسيسية، ولكن من غير الممكن اعتمادها اليوم في ظل الهيمنة الموجودة على الساحة اللبنانية. - تدعو الحركة كل الديموقراطيين، إلى أيّ مكوّن انتموا، كي يسقطوا كل الحسابات السياسية والمناطقية، ولخوض معركة واحدة دفعاً للبنان إلى مواكبة "الربيع العربي" والتباحث فيما بينهم لإيجاد الأساليب المناسبة لمواجهة هذا المشروع. وفي الختام تبشر حركة "اليسار الديمقراطي" القوى التي تريد إعادة اللبنانين إلى المشاريع التي دفعنا ثمنها عشرات الألاف من الشهداء انها خاسرة لامحالة. وإننا اليوم نعيد التأكيد أنا ثوابت ثورة الأرز التي قدمنا في سبيلها الشهداء من قادة و مواطنين أبرياء هي وحدها الكفيلة بأنقاذ لبنان، و السير به إلا بناء الدولة المدنية القادرة و المبنية على إحترام كافة المواطنين أفرادا و جماعات. هنا لابد لنا من التأكيد مجددأ أنا لامستقبل للبنان إلا بإنخراطه في مسيرة الربيع العربي الذي زهر في بيروت عام 2005. أثناء كتابة هذا البيان تلقينا خبر محاولة إغتيال معالي وزير الشباب و الرياضة فيصل كرامي. إن الحركة إذ تهنئ الوزير على سلامته، تستنكر هذا الحادث و تكرر شجبها لإسلوب الإغتيال الذي لايجلب للبنان إلا الخراب.