احتلت دولة قطر المرتبة الأولى عربياً وتقدمت إلى المرتبة 36 عالمياً في سلم التنمية البشرية وفقاً لتقرير التنمية البشرية لعام 2013 الذي أطلقته اليوم في المكسيك السيدة هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، برفقة رئيس المكسيك انريكه بينيا نييتو. وأشار التقرير الذي صدر هذا العام تحت عنوان "نهضة الجنوب. تقدم الإنسان في عالم متنوع" إلى التحول العميق في الديناميات العالمية وعمليات التنمية السريعة في دول العالم النامي. وأبرز التقرير التطور الكبير الذي شهدته دولة قطر في كافة جوانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 78.4 عام 2011 إلى78.5،ًكما ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي ليصبح 87478 دولارا مقارنة بـ 82978 دولاراً لعام 2011. وكانت قطر تحتل المرتبة 37 في تقرير التنمية البشرية السابق. وأشاد سعادة الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني رئيس جهاز الإحصاء بالمركز المتميز الذي حققته دولة قطر في تقرير التنمية البشرية الجديد مؤكداً أن ذلك يعكس التنمية البشرية التي تشهدها دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة للبلاد. كما نوه سعادته بالجهود التي تبذلها الجهات المعنية في الدولة لتوفير الإحصاءات الدقيقة والشاملة التي تعكس ما تحققه الدولة من تقدم في التنمية البشرية. وأثنى على فريق مؤشرات التنمية البشرية في دولة قطر الذي تم تأسيسه عام 2008 ويضم كافة الجهات المعنية بمؤشرات التنمية البشرية "تعليمية صحية بيئية اقتصادية اجتماعية. وقال"إن الفريق عمل بشكل متواصل لضمان وصول البيانات والمؤشرات الإحصائية الخاصة بدولة قطر إلى المنظمات الدولية وفي الوقت المحدد". ولفت إلى أن الفريق الفني المعني بمؤشرات التنمية البشرية سيقوم بدراسة معمقة لجميع المؤشرات الواردة عن دولة قطر في التقرير الدولي لتعزيز نقاط القوة ومعالجة أي نواقص. كما أعلن سعادته عن تنظيم ورشة عمل لجميع المعنيين بالتنمية البشرية في دولة قطر، وذلك من أجل إحراز تقدم جديد لدولة قطر في السنوات القادمة. يتناول التقرير بالبحث والتحليل نهضة الجنوب كحالة غير مسبوقة في التقدم البشري من حيث سرعتها واتساع نطاقها، فالتاريخ لم يشهد تغيّراً في الظروف المعيشية والآفاق المتاحة لهذا العدد الكبير من سكان العالم، بمثل هذا الحجم ولا بهذه السرعة. وقد تناول تقرير التنمية البشرية 2013 نهضة بعض دول العالم النامي "كحالة غير مسبوقة في التقدم البشري من حيث سرعتها واتساع نطاقها". ويوضح أن هذه الظاهرة لم تقتصر على مجموعة من البلدان متوسطة الدخل، مثل البرازيل وروسيا والصين والهند، بل تجاوزتها لتشمل ما لا يقل عن 40 بلداً نامياً حققت مكاسب في التنمية البشرية فاقت ما هو متوقعا في العقود الأخيرة. وحسب التقرير فقد جاءت معظم هذه الإنجازات، نتيجة لاستثمارات مستدامة في برامج للتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وانفتاح قويّ على عالم يزداد ترابطاً. ووفقا للتوقعات التي تضمنها التقرير سيتجاوز بحلول عام 2020 مجموع إنتاج ثلاثة بلدان نامية كبيرة أي البرازيل والصين والهند مجموع إنتاج ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية،" والمصدر الرئيسي لهذا النمو هو الشراكات الجديدة في التجارة والتكنولوجيا القائمة بين بلدان الجنوب" وفقاً للتقرير. وشدد على أن المنطقة العربية تستطيع أن تجني عائداً ديمغرافياً كبيراً إذا ما حوّلت التقدّم الذي أحرزته في مجال التعليم إلى فرص عمل للشباب، محذراً من أن عدم توليد فرص العمل بالسرعة المطلوبة يهدد بمزيد من التوتر الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.