تحدثت أخر الإحصائيات التي قدمتها الشرطة الجزائرية بشأن الجريمة خلال الأشهر العشرة الماضية عن 6000 جنحة مرتكبة من قبل أطفال. كما حذر تقرير لقيادة الدرك الوطني من ارتفاع نسبة الجريمة بين الأحداث. وتشير حصيلة 2011 إلى أن 80 في المائة من الجرائم المرتكبة التي حققت فيها فرق الدرك الوطني ارتبطت بأشخاص في عمر أقل من 18 سنة. من جهته كشف عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الطفل في تصريحات إعلامية، أن أكثر من 11 ألف طفل يحالون سنويًا على القضاء في الجزائر. مبنى مجلس القضاء في الجزائر العاصمة وتؤكد زروقي هاجر، المساعدة النفسانية بالشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" أن للأسرة دورا مهما في تقرير النماذج السلوكية للطفل، فهي "الخلية الأساسية لتكوين شخصيته، وقد يكون هناك رابط بين توجهات الطفل الجانح ومحيطه الأسروي مثل افتراق الوالدين أو وجود فساد أخلاقي داخل الأسرة أو انعدام التواصل بين الأفراد وعدم الانشغال بما قد يتعرض إليه الطفل من عنف خلال السنوات الأولى من عمره " وتضيف زروقي ل DW„ الطفل في ظل هذه الأوضاع يصبح غير طبيعي، بحيث إنه يشعر بالحرمان وعدم الأمان فينتقل إلى الشارع، ليروح عن نفسه وهناك يبدأ في التعرف على الأفعال المؤدية إلى الإجرام"، وترى زميلتها في "شبكة ندى" السيدة إغلدان أنه بصرف النظر عن أهمية الأسرة بالنسبة للأطفال يجب التأكيد أيضا على أهمية المدرسة ودورها التربوي، مشيرة إلى أن سلوكيات بعض المعلمين أصبحت تشكل " دافعًا لقيام الطفل بأعمال الانتقام أو إثبات ذاته أمام الزملاء بوسائل عنيفة" وتلاحظ السيدة إغلدان " إن الطفل الجزائري أصبح يعيش في محيط يروج للعنف، فالتلفزيون وقاعات ألعاب الفيديو وكذا الانترنت تدفع بالطفل لتقليد أبطالهم الذين يستعملون عادة العنف لتحقيق أهدافهم"